أوباما وبوتين.. حرب باردة جديدة

  • 5/1/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في فبراير الماضي، بينما تصاعدت وتيرة الحرب الأهلية في سوريا، وتمدد تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا، أعلن البيت الأبيض عن خطط تهدف إلى زيادة المخصصات الموجهة إلى أوروبا في موازنته الدفاعية عام 2017 إلى أربعة أضعاف، من 789 مليون دولار إلى 3.4 مليار دولار، وفي الثلاثين من مارس، أكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» هذه الخطط، التي تشمل إرسال عدة وعتاد وقوات، تشمل السيارات القتالية والأسلحة الثقيلة، إلى رومانيا والمجر ودول البلطيق، بحيث يبقى اللواء القتالي لـ«الناتو» في جهوزية كاملة. ومن المقرر أن تتناوب القوات على المنطقة، لتتفادى شكلياً أي انتهاك لنص القانون التأسيسي لمجلس «الناتو-روسيا» الذي يرجع إلى عام 1997 (وإن كانت تخالف روحه)، والذي سعى إلى تخفيف المخاوف الروسية النابعة من توسع التحالف ليمتد إلى دول وقعت في السابق على معاهدة «وارسو». وقد كان ذلك وقتاً حرجاً لمثل ذلك الإعلان، لا سيما أن اتفاق «مينسك» عام 2015، الذي كان يمكن أن يؤدي إلى تسوية الصراع الانفصالي في منطقة «دونباس» الأوكرانية، تحول إلى اتفاق لا يستطيع الرئيس الأوكراني «بيترو بوروشينكو» الالتزام به، وكانت حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي تضررت بشدة من جراء العقوبات الاقتصادية، أشارت إلى رغبتها في «استعادة» علاقتها مع الغرب (إذا كان ذلك وفقاً لشروطها الخاصة الأكثر عدالة)، واستغلت تدخلها في سوريا من أجل استعادة وضعها المتباطئ كقوة كبرى على الساحة العالمية. حرب باردة جديدة وبالعودة إلى واشنطن، أوضح مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن الإنفاق الدفاعي وعمليات نشر القوات في الخارج ليست «أمراً وليد اللحظة»، وإنما هي جزء من رد «طويل الأمد» على البيئة الأمنية المتغيرة في أوروبا، على نحو يعكس الوضع الجديد، بينما أضحت روسيا لاعباً أكثر جموحاً، وأوضح أيضاً أن الخطط الجديدة تتسق مع تصنيف «البنتاجون» لروسيا باعتبارها تهديداً كبيراً لأمن الولايات المتحدة. ورداً على عمليات انتشار «الناتو»، أعلنت روسيا أنها ستتخذ «كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن أمنها»، ومن ثم اتهم الأمين العام للحلف «جينز ستولتنبيرج» موسكو بالتلويح إلى ترسانتها النووية للتنمر على جيرانها وزعزعة استقرار النظام الأمني الأوروبي، لكن رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيدف، دعا أمام مؤتمر أمني في ميونخ، إلى مطالبة «الناتو» بالتعاون مع روسيا، بدلاً من الدخول في «حرب باردة جديدة»، مضيفاً: «إنهم تقريباً في كل يوم يصفون روسيا بأنها التهديد الرئيس لحلف «الناتو» وأوروبا، والولايات المتحدة ودول أخرى». واستطرد: «إن ذلك يجعلني أتساءل ما إذا كنا في عام 2016 أو في 1962». ورغم أن هذه ليست قضية غريبة، ولكن آن أوان لتبني وجهة نظر مختلفة بشأن الوضع الخطير الجديد الذي يجد فيه كل من «حلف الناتو» وروسيا نفسيهما. ... المزيد

مشاركة :