نزار قباني مازال بيننا، فمن يصدق أن 18 عاماً مرت على وفاته، وكأن الأمر حدث الأمس فما زال عبق أشعاره يملأ الدنيا، وهو الذي كتب ما يصلح لكل زمان ومكان. كتب عن الوطن وعذاباته وها نحن الآن نقرأ أشعاره فنشعر أنه يحاكي أحاسيينا ويتحدث عنا وعن ما يمر بنا من مآسي في الآوطان، فكيف للشعراء أن يمتلكوا هذا الحدس ويسبقوا أزمانهم ليعيشوا بيننا عبر العصور. فمن يصدق أن نزار كتب هذه الكلمات التي تعبر عن حال وطنه منذ أكثر من قرنين: نموت مصادفةً.. ككلاب الطريق. ونجهل أسماء من يصنعون القرار. نموت... ولسنا نناقش كيف نموت؟ وأين نموت؟ فيوماً نموت بسيف اليمين. ويوماً نموت بسيف اليسار.. نموت من القهر حرباً وسلماً .. ولا نتذكر أوجه من قتلونا ولادة شاعر في شهر مارس/ آذار 1923، وفي دمشق أقدم عاصمة في التاريخ ولد نزار، وعاش وسط أسرة تهوى الشعر والرسم والفنون، وتعلق بالمرأة وكانت أمه أول من ربطته بها علاقة وطيدة. تعلم العود وتخرج من كلية الحقوق في 1944 من جامعة دمشق. كتب نزار الشعر وغير قواعده وأضاف له الكثير، ومزالت أشعاره ترافقنا وتستهوينا سواء مقروءة أو مغناة، مع أن أول ديوان أصداره لاقى هجوماً شرساً وأباح البعض دمه لأن الشارع حينها لم يكن متعوداً على جرأته في الطرح ونمط شعره. رحل نزار ومازال مثيراً للجدل، ومازالت قصائده تنحفر عميقاً في وجداننا.
مشاركة :