تتأخر الوظيفة على البعض فيبدأ بالتذمر والطعن في كل ما حوله من حوله. يصاب البعض بالمرض، فيبدأ بالشكوى والتذمر. تتراكم على البعض الديون فيبدأ بالتفريغ فيمن حوله، ويرى أن هذا طبيعي. لو كانت الشكوى والتذمر والتفريغ تحل المشكلة فقد يتم التسامح فيها، ولكن هذه الأمور تزيد المشكلة ولا تحلها، وتُتعب ولا تُسعد، ولذلك لابد من الحلول العملية لما نتعرض، وأعتقد أن من أبرز الحلول الصبر، فالصبر مفتاح الفرج، وكلما تصبرت تفتّحت بصيرتك في البحث عن الحلول. عندما تقرأ سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم تجده قد طبق الصبر في حياته، ونصح بالصبر والتحمل، وقصة عمار بن ياسر ووالديه المأساويةشاهد على ذلك، وكل معاناة لن تكون كمعاناة عمار، ومع ذلك فقد كانت نصيحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصبر. ذكرت كتب السيرة عن ذلك التعامل اللاإنساني من المشركين مع ذلك الرجل الكبير وزوجته وولده ما يؤلم القلب ويستغرب الإنسان السوي كيف يوجد بشر يفعل ذلك، ولكن إذا غاب نور الإيمان عششت ظلمات الجهل وظهرت الأفعال غير الطبيعية. لقد كان عمار بن ياسر رضي الله عنه مولى لبني مخزوم، أسلم هو وأبوه وأمه، فكان المشركون ـ وعلى رأسهم أبو جهل ـ يُخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء فيعذبونهم بحرّها، ومر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فقال: «صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة»، وقد مات ياسر في العذاب، وطعن أبو جهل سمية ـ أم عمار ـ في قبلها بحربة فماتت، وهي أول شهيدة في الإسلام، وهي سمية بنت خياط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكانت عجوزًا كبيرة ضعيفة، وشددوا العذاب على عمار بالحر تارة، وبوضع الصخر الأحمر على صدره أخرى، وبغطّه في الماء حتى كان يفقد وعيه، وقالوا له: لا نتركك حتى تسب محمدًا، أو تقول في اللات والعزى خيرًا، فوافقهم على ذلك مكرهًا، وجاء باكيًا معتذرًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فأنزل الله جل جلاله: «من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أُكْرِه وقلبه مطمئن بالإيمان». إذن اصبر كما صبروا وأبشر بالخير دنيا وأخرىكما نالوا. @shlash2020
مشاركة :