جسَّدت عائلة سعودية أسمى معاني الرحمة والأخلاق الحسنة في تعاملها مع إحدى العاملات المنزليات التي قدمت للعمل لدى تلك الأسرة دون إبلاغها مقدماً بأنها معاقة، لتتفاجأ بموقف مغاير تماماً لما كانت تتوقعه من قِبل أفراد الأسرة، حيث وجدت الخادمة، التي توقَّعت عدم تقبُّل الأسرة وضعها، مَنْ سيحقق لها حلم العلاج من مرض شلل الأطفال الذي عانت منه طوال 20 عاماً، ويمد لها يد العون والمساعدة أخيراً. وروت خديجة، العاملة المنزلية البالغة من العمر (25 عاماً) وهي من الجنسية الأفغانية، تفاصيل حكايتها مع الأسرة السعودية قائلة: "جئت إلى السعودية بهدف العمل، وتوفير مبلغ مالي لإجراء عملية جراحية تُنهي معاناتي مع شلل الأطفال، ولدى وصولي، منذ شهر تقريباً، كنت متخوفة كثيراً من ردة فعل العائلة حين رؤية إعاقتي، إلا أنني وجدت عكس ذلك حيث عاملتني تلك العائلة بصفتي أحد أفرادها، ولم يُشعرني أحد بإعاقتي، بل حرص الجميع على ضرورة إجراء عملية جراحية لي في مفاجأة كبيرة اختصرت كل شيء بالنسبة إلي، حيث رافقتني كفيلتي إلى المستشفى، وعرضت على الأطباء إجراء العملية في أحد مستشفيات حفر الباطن رغم صعوبتها". مؤكدة أنها لاقت معاملة كريمة من قِبل كفيلتها والفريق الطبي. وفقاً لـ "الوكالات". من جانبه، أوضح مدير المستشفى مشعل العنزي، أنه تم تشكيل فريق طبي، أجرى فحوصات طبية للعاملة، وتبين أنها تعاني من شلل الأطفال، ما أدى إلى انحراف في مفصل الكاحل، وعدم القدرة على المشي بشكل متزن، مشيراً إلى أن الأطباء قرروا إجراء عملية تقويمٍ لعظام القدم والمفصل لكي تعود إلى السير بشكل طبيعي، لافتاً إلى أن مدة شفائها ستتراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر.