لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تكون بداية النجم الفرنسي كيليان مبابي «25 عاماً» في الدوري الإسباني «الليجا» على هذه الدرجة من السوء، وتصور بعضهم أنه بعد أن سجل هدفاً في السوبر الأوروبي أمام أتالانتا الإيطالي 2-صفر، سينطلق وتنفتح شهيته لتسجيل المزيد من الأهداف، ولكنه خذل الجميع، ولم يسجل أي هدف حتى الآن، بعد مرور3 جولات من المسابقة. وتؤكد الأرقام التي أوردها موقع جول العالمي بنسخته الفرنسية، أن مبابي بطل العالم المُتوج بمونديال روسيا 2018، يعاني صعوبات كبيرة في التأقلم على أجواء الدوري الإسباني، والانسجام مع زملائه، وأنه بعيد جداً عن الأرقام الرائعة التي حققها مع ناديه السابق باريس سان جيرمان على امتداد 7سنوات. وعلى سبيل المثال، في مباراة ريال مدريد أمام لاس بالماس، والتي انتهت بتعادل الفريقين 1-1، لم يحقق مبابي إلا 17 تمريرة ناجحة، وانخفض معدل مراوغاته المكتملة بنسبة 50% «10مرات من 20». وبدا واضحاً أنه يبذل جهداً كبيراً، من أجل التأقلم على مركز رأس الحربة، ولكن من دون فاعلية، إذ لم ينجح إلا في محاولتي تسديد على المرمى، واحدة منهما خطيرة. وذكر موقع جول أن مبابي لا يزال بحاجة إلى مزيد من التأقلم، لكي تظهر خطورته، كما أنه مطالب بزيادة معدلات لياقته البدنية، وتحسين حسه التهديفي، لكي يعود إلى ممارسة هوايته في تسجيل الأهداف، ويكفي أن إحصائية أعدتها شبكة «إسبن» تشير إلى أن آخر16 مباراة لعبها مبابي في مختلف المسابقات، سواء مع ناديه السابق أومنتخب بلاده أو ريال مدريد، لم يظهر بصورة جيدة، وكان أداؤه باهتاً، والأهم أنه لم يسجل إلا في 4 مباريات منها، وهي بالترتيب التنازلي أتالانتا، ومنتخب بولندا من ركلة جزاء، ومنتخب لكسمبورج وتولوز، وصام عن التهديف في 12 مباراة. غير أن الموقع أكد حقيقة أن مبابي ليس أول فرنسي يعاني في بداياته مع ريال مدريد، وإنما سبقه «الأسطورة» زين الدين زيدان، ومن قبله نيكولا أنيلكا الذي تحوّل من نجم في أرسنال الإنجليزي 1999 إلى شبح خلال مبارياته الأولى مع «الميرنجي»، واضطر إلى الانتظار حتى فبراير 2000، حتى يسجل أول هدف له، في مباراته رقم 12 التي لعبها في الدوري، وكانت أمام برشلونة. واختتم الموقف تقريره بأن مبابي «كابتن» منتخب «الديوك»، من الممكن أن يمر بمثل ما مر به أنيلكا، ويمكنه الاعتماد على مساندة الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني له، غير أن الإيطالي مدرب «عملي»، وإذا رأى أن الأمور لا تتحسن مع مبابي، فقد يدعوه إلى الجلوس على «دكة البدلاء».