وجدت دراسة حديثة أن حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا تتسبب بتآكل كبير للتربة، ما يشكل تهديدا لموارد المياه والسلامة من الفيضانات. وأظهرت الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة البحوث الجيوفيزيائية، أن حرائق الغابات أدت في الفترة بين عامي 1984 و2021 إلى تآكل ملايين الأطنان من التربة، مشيرة إلى أن هذه المادة المتآكلة، التي يشار إليها باسم الرواسب، وصلت إلى الجداول والأنهار وانتهى بها المطاف في خزانات المياه. وأوضحت الدراسة أن هذه النتائج تثير القلق بالنسبة لدولة تعاني من ندرة المياه، إذ تتضاءل قدرة الخزانات على التقاط المياه وتخزينها في ظل امتلائها بالرواسب، ما قد يؤدي إلى تفاقم تحديات الجفاف المستمرة في ولاية كاليفورنيا. علاوة على ذلك، يزيد تراكم الرواسب في الأنهار والجداول من خطر حدوث الفيضانات في المجتمعات الواقعة أسفل مجاري الأنهار. ورجح الخبراء أن تتفاقم تلك المشكلة مع ظاهرة التغير المناخي التي تزيد من تواتر وحدة حرائق الغابات. ومع استمرار تلك الحلقة المترابطة من الحرائق والتآكل والترسيب قد تحدث تأثيرات على المدى البعيد تطال البنية التحتية للمياه وسلامة النظام البيئي في كاليفورنيا. وتسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على الطبيعة المعقدة والمترابطة للتحديات البيئية في مواجهة تغيرات المناخ.
مشاركة :