بينما نحتفل بفرحة غامرة بالذكرى الثانية بعد المائة ليوم النصر، فإنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نشهد التطور والإنجازات التي حققها الجيش التركي على مدى العقدين الماضيين. وفي هذا الصدد، يبرز مجالا واحدا على وجه الخصوص: ألا وهو صناعة الدفاع. أصبح تطور صناعة الدفاع التركية في العقود الأخيرة تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان محط اهتمام عالمي. تحولت تركيا من استيراد العديد من تقنياتها الدفاعية لتصبح واحدة من أبرز الدول المصدرة في العالم في صناعة الدفاع والفضاء الجوي. بفضل العدد الكبير من المنتجات في محفظة صناعتها الدفاعية والأهمية الكبيرة الممنوحة للبحث والتطوير والتقدم التكنولوجي، برزت، تركيا كلاعب عالمي كفء وموثوق به، مع أكثر من 2000 شركة وشركة صغيرة ومتوسطة الحجم ومعهد أبحاث ومساهمات محلية للجامعات. ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي تقع تركيا على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا، وهي في الواقع محاطة بالعديد من الحروب والصراعات المسلحة وعدم الاستقرار، مما يتطلب وجود قوات أمنية قوية مدعومة بقطاع دفاعي متقدم للحفاظ على السلام والأمن الإقليميين. وباعتبارها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأحد أكبر الدول المنفقة على الدفاع في العالم، طورت تركيا القدرات للدفاع عن نفسها بينما تشارك هذه الخبرة والقدرة التي تراكمت على مر السنين مع شركائها وأصدقائها في جميع أنحاء العالم. على مر السنين، أدت جهود تركيا لضمان أمنها القومي وكذلك السلام الإقليمي مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي إلى معاملة غير عادلة من قبل بعض البلدان التي تعد المصدرين الرئيسيين لمنتجات صناعة الدفاع إلى تركيا. ورغم أن تحقيق صناعة دفاعية مستقلة ومكتفية ذاتيا كان دائما استراتيجية وطنية، فإن حظر الأسلحة الذي فرضته هذه البلدان كان بمثابة حافز للدفع نحو بذل المزيد من الجهود لتلبية احتياجات وحدات الأمن بالموارد المحلية. استقلالية الصناعة الدفاعية وقد حظيت التطورات التي حققتها تركيا في قطاع الدفاع باعتراف عالمي، وخاصة في حرب الطائرات بدون طيار، حيث تلعب الطائرات التركية بدون طيار مثل Bayraktar TB-2 أدوارًا محورية في الصراعات الدولية. وعدا عن الطائرات المسلحة بدون طيار، حققت صناعة الدفاع في تركيا خطوات كبيرة، حيث تمتلك الآن القدرة على تصميم وإنتاج وتحديث وتصدير مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات التقليدية الأساسية. وتشمل هذه الأسلحة الفرقاطات، وأنظمة الدعم الناري، وأنظمة الطائرات بدون طيار، والذخائر الانزلاقية للطائرات بدون طيار، وذخائر الهجوم المباشر المشترك، ومنصات الحرب البرية المختلفة (باستثناء الدبابات القتالية الرئيسية)، وقاذفات القنابل، والبنادق التكتيكية المضادة للمواد، مع درجات متفاوتة من نسب المساهمة المحلية.وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن طائرات AKINCI القتالية بدون طيار المتطورة، وطائرة ANKA، والطائرة المقاتلة بدون طيار Bayraktar Kızılelma، إلى جانب نظام الأقمار الصناعية Göktürk، ودبابات Altay، وطائرات الهليكوبتر ATAK وGÖKBEY، وطائرات التدريب Hürkuş، وFırtına Obus، ليست سوى عدد قليل من هذه الأمثلة. وتنوعت صادرات الدفاع التركية لتصل إلى أكثر من 170 دولة، مع توسع محفظة مشاريع الصناعة لتشمل 750 مشروعًا لأكثر من 1500 شركة محلية. وعلى الرغم من التحديات الدولية، شهد الإنفاق الدفاعي وحجم أعمال الصناعة في تركيا نمواً مطرداً، مما يؤكد ظهورها كلاعب بارز في سوق الدفاع العالمية.ونتيجة للجهود المبذولة لضمان استقلال صناعة الدفاع على مدى العقود الماضية، انخفضت واردات تركيا العسكرية الأجنبية من 80% في عام 2004 إلى حوالي 20% في عام 2023، في حين زادت صادرات الأسلحة بنسبة 75% من عام 2018 إلى عام 2023 مقارنة بفترة 2013-2017.في عام 2023، وصلت صادرات صناعة الدفاع التركية إلى رقم قياسي بلغ 5.5 مليار دولار أمريكي.دعم قدرات الدفاع لأصدقائنا وحلفائناونحن لا نعتبر التعاون في مجال الصناعات الدفاعية مجرد نوع من أنواع التجارة الخارجية. إن تزويد الدول الصديقة بمنتجات وحلول متطورة ومتينة وبأسعار معقولة يساهم في تعزيز علاقاتنا الثنائية ويعزز شراكاتنا الأمنية. وقد برزت دولة الكويت كمثالا بارزا على هذا النهج في السنوات الأخيرة. ويمثل شراء الكويت لطائرات بدون طيار من طراز بايكار في عام 2023 بداية حقبة جديدة في قطاع الدفاع بين الكويت وتركيا.والأهم من ذلك، أنه خلال زيارة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى تركيا في 7 مايو 2024، وقعت تركيا والكويت اتفاقية بين الحكومتين، وهي بروتوكول تنفيذ عقود المشتريات الصناعية الدفاعية من حكومة إلى حكومة، والتي وضعت الأساس لمزيد من التعاون.ونحن نؤمن إيمانا راسخا بأن قطاع الدفاع سيكون حجر الزاوية في علاقاتنا الأخوية مع الكويت.نسأل الله العلي القدير أن يحفظ تركيا والكويت من كل سوء. * سفيرة الجمهورية التركية لدى الكويت
مشاركة :