في ظل انتشار شائعات متزايدة حول احتمال أن يشهد الشتاء المقبل في مصر انخفاضًا كبيرًا في درجات الحرارة لم يحدث منذ 30 عامًا، نفت هيئة الأرصاد الجوية هذه الادعاءات مؤكدة عدم دقتها، حيث أوضحت أن الوقت لا يزال مبكرًا للغاية لإصدار توقعات دقيقة حول طبيعة فصل الشتاء المقبل. هذه التصريحات جاءت على لسان الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، في مداخلة تليفزيونية مع إحدى وسائل الإعلام المحلية، لتضع حدًا للتكهنات المتداولة بشأن شتاء أكثر برودة هذا العام. الأرصاد الجوية.. لا توقعات دقيقة لفصل الشتاء بعد وأكدت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن الحديث عن شتاء شديد البرودة هو مجرد شائعات لا تستند إلى أي أساس علمي. وأوضحت غانم أن فصل الشتاء لا يزال بعيدًا وأن توقعات الطقس لفترة الشتاء لن تكون دقيقة قبل حلول أشهر الشتاء الفعلية، مشيرة إلى أن أمامنا ما يقرب من أربعة أشهر لتحديد ملامح فصل الشتاء بدقة. وأضافت غانم أن الشتاء القادم من المرجح أن يكون مشابهًا لفصول الشتاء السابقة، ولكن مع الأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية العالمية، قد يشهد تزايدًا في معدلات الأمطار وتباينًا مناخيًا في بعض الحالات الجوية، ومع ذلك، فإن هذه التغيرات لن تكون بالقدر الكبير الذي يجعل الشتاء قارسًا كما يروج له البعض. الحديث عن شتاء قارس الآن لا يتعدى الاجتهادات وفي نفس السياق، صرح الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، بأن التوقعات الحالية لأي فصل شتاء لا يمكن اعتبارها دقيقة، موضحًا أن مصر ما زالت في منتصف فصل الصيف الذي يتبقى على انتهائه نحو 20 يومًا، حيث يبدأ فصل الخريف رسميًا في 22 سبتمبر، بينما يبدأ الشتاء في أواخر ديسمبر. وأشار القياتي إلى أن أي تكهنات حول شدة برودة الشتاء أو زيادة معدلات الأمطار هي مجرد اجتهادات غير قائمة على بيانات علمية دقيقة، وأن دقة مثل هذه التوقعات لا تتجاوز نسبة 10% في هذا الوقت من العام. وأوضح أن الظروف المناخية ما زالت غير واضحة، ما يجعل من المستحيل تقديم توقعات موثوقة حول طبيعة الشتاء القادم. تأثيرات الفاصل المداري والأمطار الموسمية وحول تساقط الأمطار التي شهدتها بعض المناطق في جنوب مصر مؤخرًا، أوضح القياتي أن هذه الظاهرة معتادة نتيجة لتأثر المناطق الجنوبية بالأمطار الغزيرة التي تضرب شمال السودان في هذا الوقت من العام، والتي تمتد أحيانًا إلى جنوب مصر بسبب ما يعرف بالخط الوهمي أو الفاصل المداري. هذه الظاهرة تحدث بشكل سنوي وليست دليلًا على شتاء غير معتاد. وأكد القياتي أن الأمطار الموسمية التي تؤثر على المناطق الجنوبية لا ترتبط بشكل مباشر بتوقعات فصل الشتاء في مصر، وأن هذه الأمطار تعد جزءًا من نمط مناخي معتاد يحدث نتيجة للأنماط الجوية الموسمية في المنطقة. نصائح وتحذيرات هيئة الأرصاد الجوية وبينما تنفي هيئة الأرصاد الجوية الشائعات، أكدت غانم أن الهيئة ستستمر في مراقبة التطورات المناخية والإعلان عن أي تغيرات مهمة في حالة الطقس، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. وحثت المواطنين على متابعة التقارير الرسمية فقط، وتجنب الانسياق وراء الشائعات غير المستندة إلى معلومات موثوقة. كما نصحت الأرصاد المواطنين بأهمية الاستعداد لتقلبات الطقس الموسمية، خاصة مع تغيرات المناخ العالمي، مثل الاحتفاظ بملابس دافئة، والاستعداد للأمطار في فصل الخريف، وتجنب الخروج في أوقات الطقس السيئ. وبناءً على تصريحات الخبراء، لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي يؤكد أن مصر ستشهد شتاءً قارسًا على غير المعتاد هذا العام. وعلى الرغم من أن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى بعض التقلبات في الطقس، فإن أي توقعات دقيقة بشأن فصل الشتاء القادم ستظهر في الأشهر القليلة القادمة.
مشاركة :