يعد تخصص الأمراض المعدية لدى الأطفال تخصص دقيق في تخصص طب الأطفال والذي يركز على تشخيص وعلاج وقبل ذلك الوقاية من العدوى، بحيث تعد الجراثيم الميكروبية "البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات" هي المسبب الرئيسي للأمراض المعدية وتسمى هذه الأمراض بالأمراض المتنقلة «المُعدية» التي تنتقل فيها العدوى من شخص لآخر أو قد يلتقطها البعض من مصادر أخرى كالحيوانات، ومع انتشار الفيروسات العالمية والتي اخرها فيروس جدري القردة. ”اليوم“ حاورت استشاري أمراض معدية لدى الأطفال بمستشفى الولادة والأطفال بالدمام وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للأمراض المعدية لدى الأطفال د. آلاء الملحم للوقوف على أهم الأمراض المعدية للأطفال انتشارًا في المملكة، وما هي مستجدات فيروس جدري القردة وخطورته وكيفية وقاية الأطفال منه. إلى نص الحوار: حدثينا عن الجمعية، وأهم ما تقوم به فيما يتعلق بالأمراض المعدية لدى الأطفال؟ هي جمعية سعودية غير ربحية تضم أعضاء متخصصين في مجال أمراض الأطفال المعدية يساهمون في مشاركة المعارف وتبادل الخبرات ونشر الأسس العلمية والإكلينيكية للسيطرة على الأمراض المعدية سواء كان في الجانب الاجتماعي مثل التثقيف والتوعية أو المهني للممارسين الصحيين بتعزيز النهوض بالمعرفة والخبرة في التشخيص والوقاية والعلاج وعمل الأبحاث الطبية والأنشطة العلمية التعليمية. ما هي أهداف المؤتمرات الدولية التي تستضيفها المملكة في التخصصات المختلفة؟ تستضيف المملكة مجموعة متنوعة من المؤتمرات الدولية في مختلف التخصصات، وتسعى من خلالها إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية والتنموية. د. آلاء الملحم د. آلاء الملحم وتعتبر المؤتمرات منصات مثالية لتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين والخبراء والمختصين من مختلف أنحاء العالم. وتتيح هذه المؤتمرات الفرصة للتعرف على أحدث التطورات والابتكارات في مختلف المجالات، وتبادل الأفكار والرؤى حول القضايا والتحديات المشتركة. وتسعى المؤتمرات الدولية التي تستضيفها المملكة في التخصصات المختلفة إلى تحقيق أهداف محددة تتعلق بمجال التخصص. فعلى سبيل المثال، تهدف المؤتمرات الطبية إلى تبادل الخبرات والدراسات والإنجازات العلمية محلياً ودولياً لزيادة المعرفة والإحصاء، كما يتضح من المؤتمر السنوي الذي يناقش أهم التحديثات الطبية في الأمراض المعدية لدى الأطفال. وسيكون هذا العام في العاشر من سبتمبر ويستمر لمدة يومين. فيما يتعلق بإحصائيات الأمراض المعدية للأطفال عالميًا ومحليًا؟ تعتبر الإحصائيات المتعلقة بالأمراض المعدية للأطفال على المستويين العالمي والمحلي أداة أساسية في مجال الرعاية الصحية للأطفال، وتلعب دورًا حاسمًا في إنتاج البروتوكولات العلاجية الفعالة وهذا هو احد اهداف الجمعية، بالإضافة الى تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للأطفال. من خلال إجراء الأبحاث والدراسات الإحصائية، يمكن جمع بيانات دقيقة وموثوقة تساعد في فهم طبيعة الأمراض المعدية، وتطوير استراتيجيات فعالة للوقاية والعلاج، وتحسين صحة الأطفال ورفاههم. ولن يتم ذلك الا بعد عمل احصائيات وابحاث داخليه متنوعه لاستخلاص النتائج ما هي أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال في المملكة؟ تعد الأمراض الموسمية التنفسية الفيروسية، من أكثر الأمراض انتشارًا بين الأطفال في المملكة، خاصة خلال فترات تغير الفصول وانتقال العدوى في المدارس والمجتمعات. وتشمل هذه الأمراض نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب القصيبات والتهاب الرئة بالإضافة إلى الأمراض التنفسية الفيروسية، هناك أمراض أخرى شائعة بين الأطفال، منها: أمراض الجهاز الهضمي، أمراض الجلد، الحساسية، أمراض العيون. مع انتشار مرض جدري القردة ماهي النصائح التي تقدميها لحماية الأطفال؟ بالرغم من أن جدري القردة ليس مرضًا شائعًا بين الأطفال، إلا أن اتخاذ التدابير الوقائية أمر ضروري لحمايتهم في ظل انتشاره. والنصائح الأساسية هي بالفعل مشابهة لتلك المقدمة للبالغين، ولكن مع بعض التركيز الإضافي على احتياجات الأطفال الخاصة: النظافة الشخصية الدقيقة، استخدام معقم اليدين، تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، تجنب لمس الوجه والعينين، بالإضافة إلى تجنب الاتصال الوثيق مع المصابين وتجنب ملامسة الأشياء الملوثة والتوعية الصحية، متابعة المستجدات والتعليمات الصحية، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية. وباتباع هذه النصائح، يمكن حماية الأطفال من خطر الإصابة بجدري القردة، والمساهمة في الحد من انتشار هذا المرض. هل من المتوقع انتشار جدري القردة بنفس طريقة كورونا؟ لا، ليس من المتوقع انتشار جدري القردة بنفس طريقة كورونا، وذلك لعدة أسباب رئيسية منها طريقة الانتقال حيث ينتقل فيروس جدري القردة بشكل أساسي عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب، أو من خلال ملامسة إفرازات الشخص المصاب، أو من خلال ملامسة الأشياء الملوثة بإفرازات الشخص المصاب. في المقابل، ينتقل فيروس كورونا بشكل رئيسي عن طريق الرذاذ التنفسي، مما يجعله أكثر قدرة على الانتشار بسرعة وسهولة. كما أن فترة حضانة جدري القردة أطول من فترة حضانة كورونا، مما يعني أن الشخص المصاب بجدري القردة قد لا يصبح معديًا إلا بعد مرور عدة أيام على الإصابة، في حين أن الشخص المصاب بكورونا يمكن أن يكون معديًا قبل ظهور الأعراض عليه. بالإضافة إلى أن فيروس كورونا يمتاز بقدرته على التحور بسرعة، مما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة قد تكون أكثر قدرة على الانتشار أو التسبب في مرض شديد. في المقابل، فيروس جدري القردة يتحور ببطء نسبيًا، مما يقلل من احتمالية ظهور سلالات جديدة تزيد من خطورته. بناءً على هذه العوامل، فإن جدري القردة أقل قدرة على الانتشار بشكل واسع وسريع مثل فيروس كورونا. ومع ذلك، من المهم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشاره، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل الأطفال والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. ما هي أكثر الأخطاء التي يقع فيها الأهالي وتسبب انتقال الأمراض؟ يعتبر استخدام المضادات الحيوية في غير موضعها، خاصةً عند الأطفال، أحد الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الأهالي، والتي تؤدي إلى زيادة خطر إصابة الأطفال بالالتهابات والأمراض. أن المضادات الحيوية لا تميز بين البكتيريا الضارة والمفيدة، فهي تقضي على جميع أنواع البكتيريا في الجسم. البكتيريا النافعة تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن الجهاز الهضمي والمناعة، وعندما يتم القضاء عليها، يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات. ويؤدي اختلال توازن البكتيريا في الجسم إلى إضعاف جهاز المناعة، مما يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية والفطرية. كما أن الاستخدام المفرط أو غير الضروري للمضادات الحيوية يزيد من خطر ظهور سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية، مما يجعل علاج الالتهابات البكتيرية أكثر صعوبة في المستقبل. لقاحات الأطفال هناك الكثير من يشكك فيها، ماهو الرد الطبي لذلك؟ تعتبر لقاحات الأطفال من أهم الإنجازات الطبية في العصر الحديث، حيث ساهمت بشكل كبير في الحد من انتشار العديد من الأمراض المعدية الخطيرة، وحماية ملايين الأطفال من الإصابة بها ومضاعفاتها المحتملة. ومع ذلك، لا يزال هناك بعض المشككين في فاعلية وأمان اللقاحات، مما يثير قلق العديد من الأهالي ويجعلهم يترددون في تطعيم أطفالهم. فالإحصائيات والأدلة العلمية تشير إلى انخفاض كبير في معدلات الإصابة والوفيات الناجمة عن الأمراض التي يوجد لها تطعيم، بل واختفاء بعضها تمامًا في العديد من البلدان. هذه الأدلة القوية تدعم بشكل قاطع فاعلية اللقاحات في الوقاية من الأمراض المعدية. كما أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية أن اللقاحات آمنة وفعالة، وأن الفوائد التي تقدمها تفوق بكثير أي مخاطر محتملة. هذه الدراسات تخضع لمراجعات دقيقة من قبل خبراء متخصصين قبل نشرها، مما يضمن مصداقيتها ودقتها. كما أن العديد من الادعاءات التي يروج لها المشككون في اللقاحات،، لا تستند إلى أي دليل علمي، وقد تم دحضها مرارًا وتكرارًا من قبل الدراسات والأبحاث. هنا يجب على الأهالي أن يدركوا أن الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات لا تزال موجودة، وأن عدم تطعيم الأطفال يعرضهم لخطر الإصابة بهذه الأمراض ومضاعفاتها الخطيرة، والتي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان. ماذا عن قسم الأبحاث في الامراض المعدية في المملكة وماهي الحاجة الملحة لامتلاك مثل ذلك؟ تعد الأبحاث في مجال الأمراض المعدية حجر الزاوية في تطوير استراتيجيات فعالة للوقاية والسيطرة على هذه الأمراض، وحماية صحة الأفراد والمجتمعات. وتبرز الحاجة الملحة لامتلاك قسم أبحاث متخصص في الأمراض المعدية في المملكة وذلك. لرصد ومتابعة الأمراض المعدية حيث يتيح قسم الأبحاث رصد ومتابعة الأمراض المعدية الناشئة والمتوطنة في المملكة، وتحديد عوامل الخطر المرتبطة بها، وتقييم فعالية التدخلات الصحية المتخذة. كما يساهم قسم الأبحاث في تطوير استراتيجيات فعالة للوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها، من خلال إجراء الدراسات والأبحاث لتحديد أفضل الطرق للوقاية من العدوى، وتطوير اللقاحات والعلاجات الجديدة، وتحسين طرق التشخيص والعلاج. بالإضافة الى تقييم فعالية التدخلات الصحية المتخذة للوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها، وتحديد نقاط القوة والضعف في هذه التدخلات، واقتراح التعديلات اللازمة لتحسين فعاليتها. وتعزيز التعاون الدولي في مجال أبحاث الأمراض المعدية، من خلال بناء شراكات مع المؤسسات البحثية الدولية الرائدة، وتبادل الخبرات والمعارف، والمشاركة في المشاريع البحثية المشتركة. وتوجد في المملكة العربية السعودية بعض المراكز البحثية الرائدة التي تساهم في مجال أبحاث الأمراض المعدية، منها: مركز وقاية، أيضا يوجد مركز الأبحاث الوطني السعوي الذي انشأ حديثا Saudi NIH لدعم الإبحاث المحلية. بما في ذلك أبحاث الأمراض المعدية. ويسعى المركز إلى تعزيز التعاون بين الباحثين في المملكة والمؤسسات البحثية الدولية، وتوفير التمويل اللازم لإجراء الأبحاث عالية الجودة. تؤكد هذه المراكز البحثية على التزام المملكة بتطوير البحث العلمي في مجال الأمراض المعدية، وتعزيز قدراتها في مجال الوقاية والسيطرة على هذه الأمراض، وحماية صحة المواطنين والمقيمين. لماذا الأطفال أكثر عرضة للأمراض المعدية وكيف نرفع من مستوى تحصينهم؟ مع نمو الطفل والتحاقه بالمراكز التعليمية من الطبيعي أن يكتسب فيروسات لم تصبه من قبل ويمرض اكثر من الكبار اللذين اكتسبو مناعه مسبقه من الإصابة. التوعية ودورها في الوقاية حدثنا عن ذلك الدور في الجمعية؟ جانب رئيسي من عمل الجمعية هو التوعية الاجتماعية من خلال عمل محاضرات وندوات تناقش اهم المحاور في جانب الامراض المعدية مثل التطعيم والوقاية من المرض.
مشاركة :