دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مجددا اليوم (السبت) الكتل البرلمانية إلى "التشاور تحت سقف البرلمان" لانتخاب رئيس جديد للبلاد. وقال بري في كلمة متلفزة "اليوم نعود ونؤكد على ما طرحناه في 31 أغسطس من العام الماضي في مثل هذا اليوم، هو لا زال دعوة مفتوحة للحوار أو التشاور لأيام معدودة يليها دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي طرف كان". وتابع مخاطبا الكتل البرلمانية "تعالوا غدا إلى التشاور تحت سقف البرلمان، وصولا إلى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه". وأضاف "في الملف الرئاسي نؤكد باسم الثنائي الوطني حركة أمل وحزب الله، أن هذا الاستحقاق هو استحقاق دستوري داخلي لا علاقة له بالوقائع المتصلة بالعدوان الإسرائيلي سواء في غزة أو في الجنوب اللبناني". ومضى بري قائلا "كنا أول من دعا إلى وجوب أن تبادر كافة الأطراف السياسية والبرلمانية إلى التقاط اللحظة الراهنة التي تمر بها المنطقة من أجل المسارعة إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأقصى سرعة ممكنة تحت سقف الدستور وبالتشاور بين الجميع دون إملاء أو وضع فيتو على أحد". ويشهد لبنان فراغا رئاسيا منذ 31 أكتوبر 2022 مع انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، من دون انتخاب خلف له بسبب الانقسام السياسي وعدم اتفاق الكتل البرلمانية على شخصية توافقية، ما أدى إلى إخفاق البرلمان على مدار 12 جلسة بين سبتمبر 2022 ويونيو 2023 في انتخاب رئيس جديد للبلاد. وبشأن ما تتعرض له المناطق الحدودية بجنوب لبنان، قال بري إن "ما يتعرض له لبنان من بوابة الجنوب هو عدوان إسرائيلي مكتمل الأركان". كما اعتبر أن "ما يجري في فلسطين المحتلة هو امتحان يومي للضمير العالمي"، مؤكدا أن "إيقاف المذبحة القائمة فوق رمال غزة وشوارعها التي تحولت إلى قبور جماعية هو امتحان للإنسانية في إنسانيتها". وتابع "أن ما يحصل في غزة وفي المنطقة وسط غياب عربي وتواطؤ أو عجز دولي هو محاولة مكشوفة لفرض وقائع جديدة في جغرافيا الشرق الأوسط من بوابة غزة وفلسطين". وحذر بري من أن "سقوط غزة كما يخطط لإسقاطها (بنيامين) نتنياهو سيكون سقوطا مدويا للأمة في أمنها القومي وثقافتها وتاريخها ومستقبلها وسقوطا لحدودها الجغرافية تمهيدا لتقسيم المنطقة وتجزئتها إلى دويلات طائفية وعرقية متناحرة تكون فيها إسرائيل هي الكيان الأقوى". ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية، بحسب وزارة الصحة في القطاع، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.
مشاركة :