في قطاع غزة، بدأت الأحد رسميا حملة التلقيح ضد شلل الأطفال التي يفترض أن تترافق مع "هدن إنسانية" غير واضحة المعالم بعد. وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن هذه الحملة بعد كشف أول حالة شلل أطفال في القطاع المحاصر الذي يشهد حربا متواصلة من قرابة أحد عشر شهرا. وأعلن الجيش الإسرائيلي العثور على الجثث "في نفق تحت الأرض في منطقة رفح بقطاع غزة"، مشيرا الى أنها أعيدت إلى إسرائيل حيث تمّ التعرّف عليها رسميا. والرهائن هم أربعة رجال وامرأتان: كرمل غات التي خطفت من كيبوتس قرب الحدود مع قطاع غزة، وعيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ بولين الذي يحمل ايضا الجنسية الأميركية، وألكسندر لوبانوف الذي يحمل أيضا الجنسية لاروسية، وألموغ ساروسي وأوري دانينو. وخُطف هؤلاء وتتراوح أعمارهم بين 23 و32 عاما من مهرجان نوفا الموسيقي. وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن الستة "خُطفوا أحياء صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر"، تاريخ هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل، و"قتلوا بوحشية على يد إرهابيي حماس قبل وقت قصير من وصولنا إليهم". وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الرهائن الستة "قُتلوا بدم بارد على يد حماس". وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى الإعلان في بيان أن "من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقا" حول هدنة في قطاع غزة. وأضاف موجها حديثه لحماس "سنطاردكم وسنقبض عليكم وسنصفّي الحساب" معكم. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق من جهته في بيان "من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصرّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار". - "قلب مفطور"- في واشنطن، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن شعوره ب"الحزن الشديد والغضب" بعد الإعلان عن العثور على الجثث. وتعهّد بايدن "بمواصلة العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين". أما نائبته كامالا هاريس المرشحة الى الانتخابات الرئاسية فقالت إن "حماس منظمة إرهابية شريرة. ومع هذه الجرائم، أصبحت أيدي حماس ملطخة بدماء الأميركيين أكثر من أي وقت مضى". وتابعت "التهديد الذي تشكله حماس على شعب إسرائيل (...) يجب القضاء عليه وحماس لا تستطيع السيطرة على غزة". وقال الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ في بيان صدر عن مكتبه "قلب كل الأمة مفطور". وقال منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة في بيان أن "الرؤوس تنحني حدادا" على القتلى، داعيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإعادة الرهائن المتبقين. وأضاف "هناك اتفاق لإعادة الرهائن على الطاولة منذ أكثر من شهرين. (...) لولا التأخير والتخريب والأعذار، لكان أولئك الذين علمنا بوفاتهم هذا الصباح على قيد الحياة على الأرجح". وأدّى هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وخُطف 251 شخصا في ذلك اليوم، لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم. وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40691 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال. ثلاثة قتلى إسرائيليين في الضفة الغربية في الضفة الغربية المحتلة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية الأحد مقتل ثلاثة عناصر منها في "هجوم بإطلاق نار" شرق حاجز ترقوميا بالقرب من مدينة الخليل. وزار وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير موقع الهجوم ودعا إلى إقامة مزيد من حواجز التفتيش في المنطقة. وقال لصحافيين "الحق في الحياة (للإسرائيليين) أكثر أهمية من حرية حركة سكان السلطة الفلسطينية"، مضيفا "بدلا من تحرير الإرهابيين، أطلقوا النار على رؤوسهم". ووقع الهجوم الأحد في اليوم الخامس من عملية عسكرية إسرائيلية في شمال الضفة الغربية تسبّ[ت حتى الآن بمقتل 22 فلسطينيا، معظمهم مقاتلون في فصائل فلسطينية مسلحة. وأفاد مصوّر لوكالة فرانس برس أن جرافات إسرائيلية كانت تدمّر شوارع في وسط مدينة جنين الأحد. وتشهد الضفة الغربية توغلات إسرائيلية منتظمة، لكن من النادر أن تنفذ بشكل متزامن في مدن عدة، وبإسناد جوي، كما يحدث منذ الأربعاء. ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، ازدادت أعمال العنف في الضفة الغربية. "هدن إنسانية" في قطاع غزة، بدأت رسميا الأحد حملة التطعيم ضد شلل الأطفال. وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن "هدن إنسانية" سترافقها من دون أن تتضح شروط هذه الهدن. وقال المدير الطبي في مستشفى العودة في وسط قطاع غزة الدكتور ياسر شعبان لوكالة فرانس برس "بدأ التطعيم الساعة التاسعة صباحا (6,00 ت غ)"، موضحا أن "المراكز الطبية بدأت تستقبل الأطفال من عمر يوم حتى عشر سنوات". وقالت السلطات الإسرائيلية إن اللقاحات ستقدّم من الساعة السادسة صباحا حتى الثانية من بعد الظهر، من الأحد إلى الثلاثاء، في وسط القطاع. ويفترض أن تنتقل لاحقا الى مناطق أخرى. وحددت وزارة الصحة في غزة ووكالات الأمم المتحدة 67 مركزا للتطعيم في مستشفيات ومستوصفات ومدارس في وسط القطاع، و59 مركزا في الجنوب، و33 مركزا في الشمال الذي بات غير مأهول إلى حد كبير. وبعدما غاب 25 عاما عن الأراضي الفلسطينية، تأكّدت أول إصابة بشلل الأطفال في غزة لدى طفل في شهره العاشر في دير البلح، بعد رصد الفيروس في عيّنات مياه جمعت نهاية حزيران/يونيو في خان يونس ودير البلح. وأرسلت الأمم المتحدة 1,2 مليون جرعة الى غزة، واللقاحات عبارة عن قطرات فموية وليست حقنا.
مشاركة :