يشير الباحثون إلى أن معظم إصابات فيروس الورم الحليمي البشري لا تؤدي إلى السرطان، ولكن هناك أنواع معينة منه يمكن أن تسبب سرطان الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل (عنق الرحم). كما ثبت وجود علاقة بين أنواع أخرى من السرطان وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، ويعرف فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) بأنه عبارة عن عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي من فيروسات عالية الخطورة. ويعد فيروس الورم الحليمي البشري عدوى فيروسية تسبب ظهور زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية (ثآليل)، وثمة أنواع تزيد عن 100 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري، بعضها يسبب الثآليل، وبعضها الآخر يمكن أن يسبب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان. وكشفت التقارير الأخيرة أن الرجال المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري المسبب لسرطان عنق الرحم لديهم كميات أكبر من الحيوانات المنوية الميتة، ما يؤثر سلباً على خصوبتهم، وذلك بحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Cellular and Infection Microbiology. وفي هذا التقرير سوف نتعرف على العلاقة بين فيروس الورم الحليمي البشري وخصوبة الرجال، وتأثير الإصابة بهذه العدوى على الصحة الإنجابية للذكور، وذلك وفقًا لما أورده موقع “hindustantimes”. أكدت التقارير أن مجموعة من الباحثين من الأرجنتين، من جامعة قرطبة الوطنية، قاموا بفحص نوعية السائل المنوي لـ 205 رجال بالغين، وثبتت إصابة نحو خمسهم، أو 39 منهم، بفيروس الورم الحليمي البشري، فـ20 منهم مصابون بالشكل عالي الخطورة من الفيروس، وسبعة مصابون بالشكل منخفض الخطورة، و12 لم يتمكن الفريق من تحديد ما إذا كانوا مصابين بالشكل عالي الخطورة أو منخفض الخطورة. وفي السياق، تمت مقارنة الرجال الـ39 المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري بـ43 رجلاً غير مصابين به، وعلى الرغم من أن جودة السائل المنوي للرجال عبر هذه المجموعات لم تختلف، إلا أن الباحثين وجدوا عند النظر عن كثب أن العينات المأخوذة من الرجال المصابين بالفيروس عالي الخطورة تحتوي على عدد أقل بكثير من الخلايا المناعية المعروفة بمساعدتها في مكافحة العدوى – خلايا الدم البيضاء CD45. وثبت أن العدد الأقل من الخلايا المناعية التي شوهدت في هذه العينات، كان نتيجة للقدرة المعروفة لفيروس الورم الحليمي البشري على التهرب من الاستجابة المناعية. من جهته، قال الدكتور ريفيرو، الأستاذ في جامعة قرطبة الوطنية، إن هذا من شأنه أن يؤدي إلى انتقال عدد أقل من خلايا الدم البيضاء إلى موقع الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وبالتالي إضعاف قدرتها على القضاء على هذه العدوى. ووجد الباحثون أيضًا، أدلة على أن الحيوانات المنوية للرجال المصابين بالنسخة عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن تعاني من أضرار متكررة بسبب الإجهاد التأكسدي، استنادًا إلى ارتفاع إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) لدى هؤلاء الرجال. في حين أن المستويات المنخفضة من أنواع الأكسجين التفاعلية هى نتاج وظيفة الحيوانات المنوية الطبيعية، فإن المستويات المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى تمزق الغطاء الخارجي للخلايا، وانقطاع المادة الوراثية وموت الخلايا. كما وجد الباحثون أعدادا أكبر من خلايا الحيوانات المنوية الميتة، لدى الرجال المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري الذين يحملون الفيروس عالي الخطورة. وقد أظهر الأفراد المصابون بفيروس الورم الحليمي البشري عالي الاستجابة ترددات أعلى من الحيوانات المنوية الميتة بسبب أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS)، مقارنة بالمصابين بجينات فيروس الورم الحليمي البشري منخفض الاستجابة (LR-HPV)”.
مشاركة :