وغالبا ما تعلن كييف شنّ ضربات ضد أهداف عسكرية أو مواقع تساهم في المجهود الحربي الروسي ردا على غزو أراضيها من قبل موسكو اعتبارا من شباط/فبراير 2022، والرد على ضربات روسية تستهدف بنى تحتية مدنية. وأتت استهدافات الأحد بعد نحو أسبوع من إطلاق روسيا ما يناهز 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه الأراضي الأوكرانية، في إحدى أكبر الهجمات منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد عبر فيسبوك إن "ردّ الأوكرانيين على الإرهاب الروسي بكل الوسائل الضرورية لوضع حد له، هو أمر مبرّر بالكامل". وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 158 مسيرة فوق 15 منطقة ليلا، بينها اثنتان فوق موسكو التي تبعد زهاء 500 كلم عن الحدود مع أوكرانيا. وأفادت هيئات الانقاذ الروسية، وفق ما نقلت عنها وكالات أنباء محلية، باندلاع "حريق" في منشأة كابوتنيا لتكرير النفط الواقعة في جنوب شرق موسكو. وقال رئيس بلدية العاصمة سيرغي سوبيانين عبر تلغرام إن "طائرة مسيّرة ثانية تم إسقاطها تسببت بأضرار في مبنى تقني" في الموقع ذاته، مشيرا الى أن ذلك أدى لاندلاع "حريق موضعي". وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الحالات الطارئة أنه تمت "السيطرة" عليه. وأفاد مسؤول محلي في العاصمة بأن ثلاث مسيّرات كانت تستهدف محطة كاشيرا العاملة بالفحم لانتاج الكهرباء، من دون تسجيل "ضحايا أو أضرار". وهي ليست المرة الأولى تستهدف هجمات أوكرانية موسكو ومنطقتها، على رغم أن ضربات كهذه تبقى نادرة. وأعلنت السلطات الروسية في 21 آب/أغسطس إسقاط 11 مسيّرة أطلقتها أوكرانيا باتّجاه العاصمة، في ما اعتبره رئيس بلديتها في حينه "إحدى أكبر المحاولات لمهاجمة موسكو" بطائرات مسيّرة. وفي أيار/مايو 2023، أعلنت السلطات الروسية إسقاط طائرتين مسيّرتين على مقربة من الكرملين. وفي صيف العام ذاته، تمّ تدمير مسيّرات في أجواء حي الأعمال في العاصمة الروسية. - "هجوم كبير" - وقالت وزارة الدفاع الأحد إن العدد الأكبر من المسيّرات، وهو 122، أسقطت فوق مناطق كورسك وبريانسك وفورونيج وبلغورود المحاذية لأوكرانيا. وقال الحاكم الإقليمي ألكسندر بوغوماز إن "مدافعينا يتصدون لمحاولة هجوم كبير بالمسيرات على أراضي منطقة بريانسك". وأكد "عدم وقوع ضحايا أو أضرار" مضيفا أن الكهرباء لا تزل تصل الزبائن "بشكل سليم". في منطقة بلغورود قال الحاكم فياتشسلاف غلادكوف إن "زجاج ثلاثة مبان سكنية في بلغورود تضرر. وفي منزل خاص دُمر مرفق خدمات بالكامل". ويأتي الهجوم من كييف بعد أيام على استهدف بنى تحتية أوكرانية للطاقة بأكثر من 200 من المسيرات والصواريخ الروسية في هجوم كبير مماثل أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل. ويأتي الهجوم الأوكراني بعد قرابة شهر على إطلاق كييف عملية برية واسعة في منطقة كورسك الروسية رغم مواصلة قوات موسكو تقدمها في شرق أوكرانيا. وتواصل القوات الروسية تقدمها باتجاه مدينة بوكروفسك التي تعد محورا لوجستيا مهما بالنسبة الى كييف وتشكّل هدفا رئيسيا لموسكو. وأعلنت روسيا خلال الأيام الماضية، السيطرة على عدد من القرى قرب بوكروفسك. وأعلنت السلطات الروسية الأحد السيطرة على بلدتين إضافيتين في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، تبعد إحداهما نحو 20 كلم عن بوكروفسك. وأكد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الأحد أن الوضع الميداني "صعب" في هذه المنطقة، مشيرا الى أن القوات الروسية تتفوق "بالعديد والعتاد". والى الشمال من بوكروفسك، أعلنت سلطات منطقة خاركيف الأوكرانية أن 11 شخصا أصيبوا بجروح جراء ضربات روسية مساء السبت وخلال ليل السبت الأحد.
مشاركة :