كشفت دراسة حديثة أجريت على أكثر من 90 ألف شخص، عن علاقة قوية بين النوم الطويل في عطلة نهاية الأسبوع وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب. وأكدت الدراسة التي أجراها بنك المملكة المتحدة الحيوي، أن الأشخاص الذين استغلوا عطلة نهاية الأسبوع للتعويض عن الحرمان من النوم خلال أيام الأسبوع، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%، وفقًا لوكالة سبوتنيك الروسية. تتناقض هذه النتائج مع الاعتقاد السائد سابقًا بأن تعويض النوم المفقود أمر مستحيل، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الحصول على قسط كاف من النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يكون له فوائد صحية كبيرة، حيث يساعد على تقليل الالتهابات وتحسين الصحة العامة. ولم تقتصر فوائد النوم التعويضي على صحة القلب فقط، فقد أظهرت دراسات سابقة أن الحصول على قسط كافٍ من النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يساعد على زيادة العمر المتوقع وتحسين المزاج والوظائف الإدراكية. كما يساعد أيضًا على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وأمراض القلب، حيث يرتبط الحرمان المزمن من النوم بزيادة خطر الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري والاكتئاب والسمنة. كما أكدت دراسة أجريت عام 2023 أن النوم في عطلة نهاية الأسبوع قد يكون مفيدًا بشكل خاص للمراهقين الذين يعانون الحرمان المزمن من النوم. ورغم فوائد النوم التعويضي، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا بالحفاظ على روتين نوم منتظم قدر الإمكان، أي الخلود إلى الفراش والاستيقاظ في التوقيت نفسه كل يوم. كما أوضحت أن البالغين الأصحاء يحتاجون إلى 7 ساعات أو أكثر من النوم ليلاً، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون إلى فترات نوم أطول. وقدم الباحثون بعض النصائح لتحسين جودة النوم منها: تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ، وتهيئة غرفة النوم، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب الكافيين والنيكوتين قبل النوم. وتفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين النوم والصحة، وتؤكد أهمية الحصول على قسط كاف من النوم لتحقيق صحة جيدة وطويلة الأمد، ومع ذلك، يجب الموازنة بين فوائد النوم التعويضي والحاجة إلى الحفاظ على روتين نوم منتظم.