أعادت الأمطار التي شهدتها محافظات منطقة الباحة خلال الأيام الماضية، وجريان المياه في العيون والأودية، الحياة إلى المزارع والحقول والبساتين، المنتشرة في جميع محافظات المنطقة حيث تحولت معها إلى مسطحات خضراء على امتداد سهولها وجبالها، تزامن ذلك مع ارتفاع كمية المحاصيل الزراعية، وخاصة الفواكه الموسمية المتنوعة. وتحتضن منطقة الباحة على امتداد جبال السراة مئات من مزارع حبوب الذرة والقمح والشعير وبساتين الفواكه المتنوعة وحقول الخضار المشكلة، ناهيك عن مشهد الجبال والسهول التي تبدو للناظر كما حديقة خضراء تلفها زهور الأقحوان والسدر والطلح ويفوح من بطون شعابها وأوديتها روائح نباتاتها العطرية الجميلة الأخَّاذة كالرياحين والبعيثران والشيح والعتم. وقد اكتفت الأرض من كميات الأمطار التي شهدتها الباحة، وخرجت بعدها لتفيض في الأودية والسدود المتعددة الموجودة في المنطقة. وأوضح المتحدث الرسمي بالمؤسسة العامة للري هشام الثنيان لـ هيئة وكالة الأنباء السعودية, أن عدد السدود في منطقة الباحة بلغ (47) سدًا، وبلغ مجموع السيول الواردة في الحالة المطرية الأخيرة في الفترة من 5 -28 يوليو 7,538,000* م3 بينما كمية السيول المُصرَّفة ما يقارب *10,387,000م3. وأضاف أن سد العقيق الوارد 1,139,000 م3 وبلغت نسبة التخزين بالسد 70%، و سد ثراد الوارد 448,000 م3 والمنصرف عبر بوابات السد 801,000 م3 وبلغت نسبة التخزين 86%، بينما بلغت كمية السيول الواردة إلى سد الأحسبة أكثر من 1,393,000 م3 والمنصرف 6,557,000 م3 وبلغت نسبة التخزين فيه 100%، مشيرًا إلى أنه فاضت الكميات الزائدة وجرى فتح بوابات السد للوصول إلى مستويات التخزين للنسب الموصى بها. وأفاد أنه بلغ حجم السيول التي وردت سد دوقة ما يقارب 2,393,000 م3 وصرفت كميات تصل إلى 1,286,000م3 وبلغت نسبة التخزين 88% وقد تم تخفيضها للمنسوب نتيجة تصريف الكميات المشار إليها به على فترتين مرتين للوصول إلى المستويات الموصى بها، فيما ورد سد عليب كميات من السيول تتجاوز الـ 972,000 م3 نتج عنها الوصول إلى فيضان السيول وقد فتحت بوابات السد لتصريف أكثر من 1,425,000م3 ، للوصول إلى مستوى التخزين الموصى به مرتين، وصلت مستويات التخزين في سد الجنابين 82% نتيجة ورود أكثر من 94,000 م3 من السيول. وختم تصريحه بأنه خلال الحالة المطرية الأخيرة التي شهدتها المنطقة بلغ عدد السدود الفائضة(4) سدود هي: سد الأحسبة بمحافظة المخواة، وسد عليب بمحافظة الحجرة، وسد ظرك بمحافظة المندق، وسد الضحيان بمحافظة بني حسن. وأوضح المزارع سعيد الزهراني، أن هطول الأمطار صاحبه إنتاج غزير وكبير في المحاصيل الزراعية الرئيسة التي يقوم المزارعون بزراعتها لتأمين الغذاء للمنطقة، وخصوصاً الفواكه والخضراوات الموسمية، ومن أهمها الطماطم التي تحتل المركز الأول وهي تُزرع بكميات تجارية تغطي أسواق المنطقة وتتعداها إلى أسواق الطائف وجدة وغيرها من الأسواق الشعبية، يليه الخيار والفراولة والذي يأتي بعد الطماطم في الإنتاج والتسويق وينتج منه ما يصل إلى الأسواق القريبة، وهناك أنواع من المحاصيل الصيفية والتي تزرع في المنطقة ولكن بصورة قليلة ومتوسطة منها "الكوسة، والبامية وغيرها". بدوره قال المزارع أحمد جارالله الغامدي: إن الأمطار التي تساقطت على المحافظات مؤخراً، أعادت التوهج للمدرجات الزراعية التي كانت وما زالت الوسيلة المثلى للاستفادة من مياه الأمطار واستصلاح الأراضي الزراعية، وأشار إلى أن الأهالي في عددٍ من القرى أسرعوا باستصلاح مزارعهم من خلال تنظيفها من الحشائش والأحراش والأشواك ليستبدلوها ببذور الحبوب المختلفة الأنواع، جعلتهم يعيدون النظر تجاه مزارعهم التي طالما جادت بخيراتها الوفيرة لأجدادهم، ويضيف أنه أضحى عددٌ من كبار السن يثيرون حماسة أبنائهم ويحفزونهم بالعودة إلى زراعة والاستثمار بها. وجذبت تلك الأمطار والأجواء العديد من عشاق التصوير والزوار لتوثيق جريان المياه وانحدارها من بعض المناطق المرتفعة والصخرية على شكل شلالات، مشنّفة بخريرها آذان عشاق الطبيعة البِكر، والمشاهد الطبيعية الخلابة والغطاء النباتي، ورائحته التربة المُبللة، والضباب يعانق الجبال والأشجار، وسط الأجواء المعتدلة.
مشاركة :