يمرّ الفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل عبر الفوز بولايتي بنسلفانيا وجورجيا المتأرجحتين، وفق ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، مشيرة إلى أن كلا المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية كامالا هاريس يبذلان المزيد من الوقت والأموال لاستمالة ناخبي هاتين الولايتين. وينظر كل من ترامب وهاريس للفوز بولايتي بنسلفانيا وجورجيا على أنه أمر حيوي لتأمين 270 صوتاً انتخابياً (في المجمع الانتخابي) ضرورياً للفوز بمفاتيح البيت الأبيض، حيث وضعت المرشحة الديموقراطية بنسلفانيا في قلب استراتيجيتها الانتخابية، وشاركت في سلسلة من الأحداث الانتخابية في الولاية، بما في ذلك قضاء جزء من عطلة عيد العمال في بيتسبرغ إلى جانب الرئيس جو بايدن. من ناحية أخرى، جعل ترامب جورجيا محوراً أساسياً في حملته، مما يعكس دورها الحاسم في استراتيجية إعادة انتخابه، بينما اعتبر دوج سوسنيك، الاستراتيجي الديموقراطي والمستشار السابق للرئيس بيل كلينتون، أن بنسلفانيا وجورجيا محوريتان لكلا الحملتين، مؤكداً أنه إذا ضمن ترامب بنسلفانيا أو فازت هاريس بجورجيا، فسيكون لأي من المرشحين ميزة كبيرة في الانتخابات. استثمارات كثيفة وأقر سوسنيك بأنه يمكن لترامب أو هاريس الفوز بالرئاسة من دون الفوز بجورجيا أو بنسلفانيا، «لكن هذا من شأنه أن يجعل طريقهما إلى النصر أكثر صعوبة»، فيما تعتمد استراتيجية ترامب على استعادة ولايات جورجيا وبنسلفانيا وكارولاينا الشمالية، التي ستضمن له الفوز حتى لو خسر ساحات معركة أخرى مثل نيفادا وأريزونا وميشيغان وويسكونسن. في المقابل، تحتاج هاريس إلى الفوز بجورجيا وبنسلفانيا لتكون في متناول عتبة 270 صوتاً. ومن المرجح أن يضمن لها الفوز بولاية إضافية، كميشيغان أو ويسكونسن أو نورث كارولينا أو أريزونا، الرئاسة. واستثمرت كلتا الحملتين بكثافة في بنسلفانيا، حيث تم إنفاق 85.7 مليون دولار على الإعلانات منذ انسحاب بايدن من السباق. وفي جورجيا، أنفق ترامب 25.4 مليون دولار مقارنة بـ17.5 مليوناً لهاريس، بينما أظهر استطلاع حديث لـ»وول ستريت جورنال» سباقاً متقارباً، حيث تتقدم هاريس قليلاً على ترامب بنسبة 48 في المئة مقابل 47 في المئة في مواجهة مباشرة. ولا يزال الناخبون في هاتين الولايتين منقسمين بشدة، حيث تحاول كلتا الحملتين التأثير على الناخبين المستقلين والمترددين، وخاصة النساء في الضواحي، وهي الفئة السكانية التي عانى ترامب منها. وتعترف الحملة الجمهورية بأن هاريس تتمتع بميزة مع النساء السود، لكنها تأمل جذب المزيد من الرجال السود والناخبين من أصل إسباني، وخاصة أولئك المهتمين بالقضايا الاقتصادية مثل التضخم. في هذا الصدد، أكدت الخبيرة الاستراتيجية الجمهورية، رينا شاه أن مفتاح النصر في هذه الولايات لن يعتمد فقط على الناخبين السود أو من أصل إسباني، ولكن في المقام الأول على النساء البيض، اللائي يشكلن كتلة تصويتية كبيرة. ووفقاً لاستطلاع وول ستريت جورنال، يتقدم ترامب على هاريس بين النساء البيض بنسبة 49% مقابل 46%. مكاسب مؤقتة وترى حملة ترامب أن المكاسب الأخيرة التي حققتها هاريس في استطلاعات الرأي مؤقتة، مدفوعة بالحماس بين الديموقراطيين العائدين إلى صفوفهم، وتتضمن استراتيجيته استهداف الناخبين الذين يمكن إقناعهم من بين الذين لا يصوتون باستمرار على أسس حزبية أو غير متأكدين مما إذا كانوا سيصوتون لترامب أو هاريس. ولتحقيق هذه الغاية، تعمل حملة ترامب على تعزيز قوتها في جورجيا وبنسلفانيا، من خلال فتح مكاتب جديدة وتوسيع جهود التواصل مع الناخبين. في المقابل، بنت حملة هاريس أرضية قوية في هذه الولايات مع تعيين 1600 موظف وفتح 300 مكتب ستلعب دوراً حاسماً في إقبال الناخبين مع بدء التصويت المبكر. كما استغلت هاريس الاجتماعات الانتخابية، لاسيما تلك التي أقيمت في ميلووكي خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي، لإشراك الناخبين وتعبئتهم، مما أدى إلى عدد كبير من التسجيلات التطوعية. وفي الوقت نفسه، تركز حملة ترامب على القضايا الاقتصادية، وخاصة في ولاية بنسلفانيا، حيث يعتبر استخراج الوقود الصخري موضوعاً مثيراً للجدل. وقد أكد نائب ترامب في الترشح، السناتور جيه دي فانس، دعم هاريس في الماضي لحظر الوقود الصخري، على الرغم من أنها تراجعت عن موقفها منذ ذلك الحين، مؤكدة أنها لا تدعم حظر هذا النشاط الاقتصادي كنائبة للرئيس أو رئيسة. وفي جورجيا، واجهت حملة ترامب تحديات، بما في ذلك الخلافات المحيطة بتصريحاته حول عرق هاريس وهجماته على حاكم جورجيا الجمهوري، برايان كيمب. ورغم ذلك، أعاد كيمب تأكيد دعمه لترامب، وقلل من أهمية الانتقادات ووصفها بأنها «إلهاء بسيط». منعرج أخير ولا تزال استطلاعات الرأي في بنسلفانيا وجورجيا متقاربة بين هاريس وترامب. ومع دخول الانتخابات مرحلتها النهائية، تكثف كلتا الحملتين جهودهما في هذه الولايات التي يجب الفوز بها، مع إدراكهما أن طريقهما إلى الرئاسة يمر عبر ولايتي بنسلفانيا وجورجيا. في هذه الأثناء، قلصت هاريس تقدم المرشح الجمهوري بين الناخبين المحتملين في ميشيغان، وفقا لاستطلاع «إي بي آي سي/ إم آر إيه»، الذي أظهر أن ترامب يحظى بدعم 46% من الناخبين، مقارنة بـ45% لنائبة الرئيس الأميركي. وفي منتصف يوليو الماضي، أظهر نفس الاستطلاع تقدم ترامب بفارق 7 نقاط مئوية بين الناخبين المحتملين على الرئيس جو بايدن، وذلك قبل أقل من أسبوع من انسحابه من السباق وفتح المجال لترشيح هاريس.
مشاركة :