تواصل ترجمة: اهتمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها بإصدار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أوامره باعتقال ومحاكمة المتظاهرين الذين هاجموا البرلمانيين وقوات الأمن، ودمروا الممتلكات بعد اقتحامهم مبنى مجلس النواب العراقي أمس السبت. وأشارت إلى المئات من المتظاهرين وكثير منهم من أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ما زالوا معتصمين، اليوم الأحد، في المنطقة الخضراء ببغداد. واعتبرت الصحيفة أن الاضطرابات التي تشهدها العراق تشكك في قدرة العبادي على قيادة البلاد للخروج من الأزمة السياسية الراهنة، والتي تتصاعد منذ الاحتجاجات ضد الفساد، وإهدار المالي الحكومي التي بدأت الصيف الماضي. وتحدثت عن أن الصدر يدعو لإنهاء نظام المحاصصة الكوتة الذي ظهر بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003م، والذي من خلاله يتم توزيع المناصب السياسية على أسس طائفية وعرقية. وأضافت أن العبادي دعا لحكومة تكنوقراط، لكن محاولاته لإحداث تغييرات في حكومته أعاقها المشاحنات داخل البرلمان المنقسم. ونقلت الصحيفة عن متظاهر في المنطقة الخضراء يدعى ماهر الخفجي ويبلغ من العمر 25 عاماً أنه ليس باستطاعة أحد اعتقال أو مس أي من المتظاهرين؛ لأنهم إذا فعلوا ذلك سيتصاعد الوضع وينقلب ضدهم. وأضاف أن مقتدى الصدر أمر بمظاهرة سلمية، لكن إذا تمت مهاجمة المتظاهرين فسيدافعون عن أنفسهم. ووصف الصدر اقتحام البرلمان أمس بأنه بداية ثورة، وأن التاريخ سيسجل ميلاد عراق جديد على أنقاض الفساد والمفسدين. واعتبر سياسيون أن ما حدث أمس يعد نقطة تحول، ونهاية للنظام السياسي الذي وضع بعد 2003م، معتبرين أن أمريكا تتحمل الجزء الأكبر من اللوم؛ لأنها تركت العراق بدون حل الأزمات التي تسببت فيها.