تقرير إخباري: الأمطار الغزيرة تضرب 11 ولاية وتودي بحياة 173 شخصا في السودان

  • 9/2/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ارتفع عدد الولايات المتأثرة بهطول الأمطار في السودان إلى 11 ولاية من إجمالي 18، فيما بلغ عدد الضحايا 173 قتيلا و505 مصابين، وفقا لوزارة الصحة السودانية. وقالت غرفة (طوارئ الخريف) التابعة للوزارة في تقرير حديث إن "عدد الولايات المتأثرة تراكميا ارتفع إلى 11 ولاية في 56 محلية و540 منطقة، فيما تضرر ما يفوق الـ 38 ألف أسرة وأكثر من 170 ألف فرد". ووفقا لتقرير وزارة الصحة، فقد تصدرت ولايات كسلا، البحر الأحمر، القضارف، الشمالية، جنوب كردفان، غرب كردفان قائمة الولايات الأكثر تأثرا بهطول الأمطار. وجاءت ولايات الخرطوم، الجزيرة، شمال دارفور، سنار، والنيل الأبيض في قائمة الولايات الأقل تأثرا. وأدت الأمطار إلى تدمير 18665 منزلا تدميرا كليا، و14947 منزلا بصورة جزئية، وفقا لوزارة الصحة السودانية. ومنذ يونيو الماضي، يشهد السودان معدلات أمطار غير مسبوقة، مما أعاق جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، وزاد من الأزمة الإنسانية في البلاد جراء الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023. -- أضرار كبيرة شرق السودان وبالإضافة إلى هطول أمطار غزيرة في كسلا شرق السودان، فقد خلف فيضان نهر موسمي في الولاية أضرارا كبيرة، وألحق دمارا في الأراضي الزراعية ومساكن المواطنين. وحذرت السلطات الحكومية في ولاية كسلا من استمرار فيضان نهر القاش، ودعت القاطنين على ضفاف النهر إلى الانتقال إلى مناطق أخرى. وقالت وزيرة البني التحتية والتنمية العمرانية في ولاية كسلا بسمات الإمام إن "فيضان نهر القاش هذا العام أثر على عدة محليات بالولاية، ولكن الأثر الأكبر كان على محليتي أروما وشمال الدلتا، وهما يشكلان المصب لنهر القاش". وأضافت بسمات الإمام لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم (الأحد) أن "السلطات الحكومية تواصل مساعدة السكان المتضررين من فيضان النهر الموسمي، ونقل المتأثرين إلى أماكن آمنة". وتابعت "لقد دُمرت آلاف المنازل وخاصة في محلية أروما". ودعا أستاذ الجغرافيا بجامعة كسلا الدكتور عمر أحمد عبد الجليل السلطات الحكومية إلى إيجاد معالجات لمنع الفيضان المتكرر لنهر القاش. وقال عبد الجليل لـ ((شينخوا)) إن "نهر القاش يراكم سنويا كميات كبيرة من الطمي والرمال على المجرى الرئيسي حتى أصبح النهر أعلى من مدينة كسلا، كما أن النهر ينحدر من منطقة مرتفعة داخل إريتريا، إلى منطقة منخفضة هي مدينة كسلا، مما يعمق من تأثيراته السالبة". وأضاف "لابد من معالجة هذا الوضع من خلال تعميق مجرى النهر، ومكافحة ترسب الطمي والرمال". والقاش هو نهر موسمي ينبع من المرتفعات الإريترية ويجف مجراه في موسم الجفاف، ثم يتشكل من جديد فيجري خلال موسم الأمطار بين يونيو وأكتوبر من كل عام. ووفقا لإحصائية أخيرة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن أكثر من 32 ألفا و370 شخصا تأثروا بالأمطار الغزيرة والفيضانات في شرق السودان منذ بداية هطول الأمطار في يونيو. ويشمل ذلك ما يقدر بنحو 13 ألفا و843 شخصا في ولاية كسلا، و16 ألفا و686 شخصا في ولاية البحر الأحمر، و1662 شخصا في ولاية القضارف. كما أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولايتا البحر الأحمر ونهر النيل منتصف الأسبوع الماضي إلى قطع طريق "هيا- عطبرة"، وهو طريق قومي يربط بين مدينة بورتسودان ومدن في شمال ووسط السودان. -- تداعيات انهيار سد "أربعات" وكان لانهيار سد أربعات الواقع على بعد نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر تأثير كبير على المجتمعات المحلية بالمنطقة. وأدى انهيار السد في 25 أغسطس الماضي إلى مقتل ما يزيد على 60 شخصا وفقا لإحصائية رسمية، فيما لا يزال نحو 64 شخصا في عداد المفقودين وفقا لـ ((أوتشا)). وأظهرت إحصائية نشرتها الأمم المتحدة أمس تضرر 84 بئرا للمياه بسبب انهيار سد أربعات، كما تسببت مياه الفيضانات في إلحاق أضرار جسيمة بمرافق الصرف الصحي حيث دمرت 1380 مرحاضا بالإضافة إلى تدمير 20 قرية بالكامل. وأشارت الإحصائية إلى أن تدفق نحو 5 ملايين متر مكعب من الطمي بطول مجري السد يهدد الزراعة وإمدادات المياه. -- إعاقة جهود الإغاثة الإنسانية وأعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن شاحنات تحمل 1134 طنا متريا من الغذاء، ويكفي لنحو 280 ألف شخص، لم تتمكن من الوصول إلى وجهتها في إقليم دارفور بسبب تأثيرات الأمطار. وقال مكتب البرنامج في السودان في بيان اليوم "تقطعت السبل بهذه المساعدات الغذائية على الحدود (بين السودان وتشاد) بسبب فيضانات مجاري الأنهار الموسمية (الوديان) المرتبطة بهطول الأمطار الغزيرة هذا العام". وأضافت "لقد انحسرت مياه الفيضانات قليلا مما سمح للشاحنات بالتحرك، على الرغم من أن التقدم لا يزال بطيئا بسبب سوء حالة الطرق". وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حذرت في وقت سابق من أن الأمطار الغزيرة والفيضانات أثرت بالفعل على عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء السودان، مما تسبب في مزيد من النزوح والإصابات والوفيات، وتفاقم الوضع الإنساني المزري بالفعل بسبب الحرب. ويشهد السودان سنويا، وخلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر، موجات من السيول والفيضانات بسبب تساقط الأمطار. ومع تأثيرات الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023 ، يُخشي من أن تلحق الأمطار الغزيرة في بعض مناطق السودان أضرارا كبيرة بالبنى التحتية المدمرة أصلا. وحذرت هيئة الأرصاد الجوية بالسودان (حكومية) اليوم من هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية وعواصف رعدية في مناطق وسط ولاية البحر الأحمر، شرق ولاية النيل الأزرق، ولاية غرب كردفان، شمال ولاية جنوب دارفور، بالإضافة إلى ولايتي شرق ووسط دارفور، والأجزاء الشمالية والجنوبية من ولاية شمال دارفور. وأشارت وحدة الإنذار المبكر التابعة للهيئة في بيان اليوم، إلى أنه من المتوقع أيضا حدوث سيول مفاجئة، مما يستدعي اتخاذ الحيطة والحذر من قبل المواطنين في تلك المناطق المتأثرة. وقالت الوحدة إن "أمطار هذا العام كانت فوق المعدلات الطبيعية بسبب تعمق منخفض الهند الموسمي والذي وصل إلى داخل الأراضي المصرية، وتقدم حزام المطر حتى الأجزاء الجنوبية لمصر". وأضافت أن "هناك مؤشرات لتغيرات مناخية في السودان كمثال هطول أمطار غزيرة في نهر النيل والشمالية خاصة، وكذلك أواسط وشمال ولاية البحر الأحمر والتي لم تشهد مثل هذه الكميات من الأمطار من قبل". ومنذ ثلاثة أعوام، يعاني السودان من معدلات أمطار متزايدة أدت إلى مقتل مئات الأشخاص وتدمير آلاف المنازل وأتلفت آلاف الأفدنة من المساحات الزراعية. ويقول خبراء سودانيون إن السودان قد دخل في حزام الأمطار الغزيرة التي تحدث فيضانات كبيرة منذ 3 عقود، لكن معدلات الأمطار تزايدت بصورة غير مسبوقة منذ العام 2021. وكانت فيضانات الأعوام 1946 و1988 و2020 من أسوأ الفيضانات التي عرفتها البلاد في تاريخها. ويأتي السودان علي رأس قائمة من 65 دولة هي الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي في العالم. وبحسب مصفوفة مبادرة التكيف العالمية لجامعة نوتردام (GAIN-ND)، فإن السودان يُظهر علامات واضحة على قابلية التأثر بتغير المناخ، وهو يأتي في المرتبة الثامنة من حيث قابلية التأثر بتغير المناخ من أصل 185 دولة في العالم. وتفاقم الأمطار معاناة المواطنين في السودان الذي يشهد منذ منتصف أبريل 2023 حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلفت، حسب الأمم المتحدة، نحو 13 ألفا و100 قتيل، وتسببت في نزوح ملايين السودانيين في الداخل والخارج.■

مشاركة :