الرياض: فتح الرحمن يوسف توقع تقرير اقتصادي صدر حديثا، أن يحقق قطاع الطيران التجاري أرقاما قياسية من جديد لناحية تصنيع الطائرات، بفعل تسارع دورة استبدال الطائرات القديمة والمستهلكة بطائرات حديثة مزودة بتقنية توفير الوقود. من جهته توقع الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية، زيادة نمو النشاط التجاري الجوي في الدول الخليجية، متوقعا مواكبته لنمو صناعة الطائرات التجارية وطائرات الشحن التجارية. وأكد أن الحركة المكوكية التي تشهدها المنطقة الخليجية، خاصة السعودية، فيما يتعلق بتنشيط العلاقات التجارية والمطالبة بزيادة التبادل التجاري، ستزيد نسبة التجارة الجوية بنسبة لا تقل عن 6 في المائة. ولفت باعشن إلى أن متانة الاقتصاد الخليجي وفي مقدمته الاقتصاد السعودي وقدرة أسواقه على استيعاب أكبر حجم من التجارة التبادلية، حفزت الكثير من القيادات والرؤساء الأوروبيين وغيرهم لزيارة المنطقة خاصة الرياض بمعدل متزايد مؤخرا، ما يستدعي العمل على زيادة الاهتمام بسوق الطيران التجاري باعتباره نقلة كبيرة في تلبية حاجة حركة التجارة. وتوقع التقرير الذي أصدرته «ديلويت»، زيادة حجم حركة الطيران خلال عام 2014. خصوصا في منطقتي الشرق الأوسط والمحيط الهادي وآسيا، في الوقت الذي ينخفض فيه الإنفاق على قطاع الطيران الحربي على المستوى العالمي. ويعود ذلك وفق التقرير بشكل خاص، إلى انحسار الصراع العسكري خاصة في كل من العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى تراجع قدرة الكثير من الحكومات الناشطة سابقا في هذا المجال على تحمل نفقات التسلح العالية. وفي المقابل تشهد مناطق عدة حول العالم ازديادا في الإنفاق على قطاع الطيران الحربي، ولا سيما في كل من الشرق الأوسط، والهند، والصين، وروسيا، وكوريا الجنوبية، واليابان. وأوضح التقرير أن الكثير من هذه الدول تمكنت من رصد المبالغ الضرورية لتسليح جيوشها وتجهيزها بأحدث تكنولوجيات الدفاع، منوها بأن من العوامل التي تعزز توقعات التزايد في الإنفاق على قطاع الطيران الدفاعي في تلك الدول أن بعضها عرضة لتهديدات مستمرة على حدود أراضيها. وقال التقرير: «إن الطلب الملحوظ على الطائرات التجارية الجديدة سيولد ضغطا متزايدا على شركات التصنيع من أجل العمل باستمرار على تطوير التصاميم الهندسية للطائرات، إضافة إلى تحسين قدراتها على إدارة عمليات التصنيع وتحسين سلاسل الإمداد والتوريد، مع الحفاظ على التنافسية في وضع أسعار تتناسب مع متطلبات الأسواق». وفي هذا السياق قال توم كابتن، المسؤول عن قطاع الطيران في «ديلويت»: «مع حلول الذكرى العاشرة بعد المائة لإطلاق أوّل طائرة مع محرّك من قبل الأخوين رايت، تأتي هذه المناسبة لتذكّرنا بأنّ صناعة الطائرات حديثة بعض الشيء، إلاّ أنّها حققت الكثير في ظل الابتكارات التكنولوجية التي شهدها القطاع». وأضاف: «سنشهد في عام 2014 وحتى نهاية العقد الحالي مزيدا من الابتكارات التكنولوجية في هذا القطاع، والتركيز على الاحتياجات المستجدة لركاب الطائرات التجارية لتشمل التواصل عبر الأقمار الصناعية، والتسوق من خلال شبكة الإنترنت، كذلك استخدام الابتكارات التكنولوجية في الطيران في البعثات الإنسانية والدفاعية فضلا عن التجارية». يشار إلى أن «بوينغ» لخدمات الطيران، قدّرت حاجة العالم من الطيارين للشركات التجارية بنحو 460 ألف طيار خلال الأعوام الـ20 المقبلة، منهم نحو 37 ألف طيار لتلبية حاجة منطقة الخليج، التي من المتوقع أن يتجاوز حجم أسطولها 2300 طائرة، متوقعة ارتفاع إجمالي حركة الطائرات من منطقة الشرق الأوسط وإليها بمعدل 7 في المائة، لتصل إلى 2.4 مليون رحلة عام 2025.
مشاركة :