استضافت سفارة سلطنة عمان بالكويت مؤتمراً صحافياً أمس، لاستعراض فعاليات الأسبوع الثقافي العماني في الكويت، الذي ينطلق اليوم وتنتهي فعالياته بعد غد الخميس، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبمشاركة الجمعية العمانية للأدباء والكتّاب. أعلن سفير سلطنة عمان لدى البلاد، د. صالح الخروصي، خلال مؤتمر صحافي عن فعاليات الأسبوع الثقافي العماني بالكويت، الذي تستضيفه مكتبة الكويت الوطنية ابتداء من مساء اليوم، أنه سيتم افتتاح معرض إصدارات مشترك بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وسفارة السلطنة عند الساعة 7:45 مساء، يعقبه في الثامنة والنصف الحفل الموسيقي الافتتاحي للأسبوع الثقافي العماني للعازفَين العمانيَّين مريم المنجي ويعقوب العاصمي. وذكر الخروصي أن المنجي هي عازفة التشيلو الأولى بعمان، ولديها 30 عاما من العمل بالمجال الموسيقي، حيث تأهلت أكاديميا وعلميا في الفرقة السلطانية الملكية وكُرمت عام 2015 من قبل ديوان البلاط السلطاني كأفضل عازفة مجيدة. التاريخ الثقافي وأضاف الخروصي أن سيتم غدا إقامة ندوة حول العلاقات الكويتية - العمانية المبكرة للباحث العماني د. محسن الكندي، والباحثة الكويتية آلاء المنصور، ويدير الجلسة بدر الفيلكاوي، وذلك عند الـ 6:30 مساء على مسرح مكتبة الكويت الوطنية، موضحا أن الكندي هو أكاديمي وباحث بالتاريخ الثقافي، وحاصل على جائزة السلطان قابوس للثقافة والعلوم والآداب في أولى دوراتها عام 2012، وحصل على جائزة شخصية العام الثقافية في سلطنة عمان بأول دورة لها في 2021، وله أبحاث وكتب في الأدب والنقد والتاريخ الثقافي العماني، حيث سيستعرض مراحل من الإضاءات من التاريخ الثقافي المشترك بين عمان والكويت، والعلاقات الثقافية المشتركة وانعكاساتها على الصحافة بفترة مبكرة في الأربعينيات والخمسينيات، كما أن الباحثة الكويتية آلاء المنصور أصدرت كتابا أكاديميا عن العلاقات العمانية - الكويتية. وقال الخروصي إن برنامج غد الأربعاء يتضمن أيضا أمسية شعرية مشتركة يشارك بها الشاعران العمانيان يوسف الكمالي وبدرية البدري، ومن الكويت الشاعر فيصل العنزي، وعريف الأمسية الحارث الخراز، وذلك عند 8 مساء، مشيراً إلى أن البدري شاعرة وروائية صدر لها العديد من الإصدارات المطبوعة في الشعر الفصيح وأدب الاطفال والعديد من القراءات النقدية، وحصلت على العديد من الجوائز. افتتاح معرض إصدارات مشترك بين المجلس الوطني وسفارة عمان وتختتم الفعاليات عند الساعة 7 مساء بعد غد الخميس بمحاضرة حول «أنماط العمارة العمانية المحصنة» للباحث العماني د. سعيد الصقلاوي، الحاصل على الهندسة في التخطيط، وأكمل دراساته العليا بالتصميم الحضري بجامعة ليفربول في بريطانيا، وهو رئيس الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، وله إصدارات شعرية متعددة، وهو يجمع بين تخصص أكاديمي بالهندسة وهواياته بالشعر والأدب، وتركيزه على نمط العمران المحصن بسبب أن عمان بطبيعتها الجغرافية وتراثها الثقافي بها الكثير من أنماط القلاع والقصور والأبراج، وبها ما لا يقل عن 4000 مَعلَم معروف من هذه الأنماط. من ناحية أخرى، أكد الخروصي أن التعاون الثقافي مع الكويت يأتي ضمن سلسلة من التعاونات المشتركة التي تجمع البلدين، وعلى رأسها التعاون الاقتصادي الذي يشهد ارتفاعا ملحوظا في معدلات التبادل التجاري بين البلدين، حيث كان حجم التبادل عام 2022 حوالي 282 مليون ريال عماني، ليقفز في العام الماضي إلى 877 مليونا، فيما تشير الإحصاءات إلى أن التبادل التجاري خلال شهري يناير وفبراير الماضيين بلغ 400 مليون ريال، وهو معدل كبير بطبيعة الحال، وفيما يتعلق بالاستثمار الكويتي المباشر في سلطنة عمان، فإنه شهد ايضا ارتفاعا من 797 مليون ريال عام 2022 إلى 831 مليونا عام 2023، علما بأن معظم الاستثمار كان في الصناعات التحويلية، والأنشطة العقارية، والفنادق والمطاعم، والتجارة، والوساطة المالية. مصلحة البلدين وحول أبرز مستجدات العلاقات العمانية الكويتية، قال الخروصي إن العلاقات معروف عنها المستوى المتميز الذي وصلت له، وهذا العام شهد زيارتين، زيارة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الى عمان في فبراير، التي شهد خلالها سموه افتتاح مصفاة الدقم، الذي يعتبر من أكبر مشاريع التعاون بقطاع الطاقة بين البلدين في منظومتنا الخليجية لدول مجلس التعاون، ويصل إلى 9 مليارات دولار، وهو واحد من المشاريع البارزة التي تم افتتاحها بحضور سمو الأمير وجلالة السلطان هيثم بن طارق، ومن ثم كان بعد ذلك زيارة السلطان هيثم إلى الكويت في مايو الماضي، وكانت هناك محادثات رفيعة المستوى بين القيادتين، وتوجيهات مباشرة بتعزيز هذه العلاقة لما فيه خير لمصلحة البلدين ومنطقتها، وأيضاً كانت هناك زيارة السلطان إلى متحف قصر السلام، حيث أبدى إعجابه بمحتوباته وما تضمّنه من مفردات ثقافية لتاريخ الكويت وأهميته الثقافية. وكشف السفير الخروصي عن اجتماعات اللجنة الكويتية - العمانية المشتركة لإطلاق مشاريع مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين الجهات المعنية بين البلدين في قطاعات مختلفة، سواء اقتصادية أو ثقافية أو علمية في مختلف المجالات قبل نهاية العام الحالي، إلى جانب الاستعدادات للملتقى الاقتصادي بين البلدين برعاية وزارتي التجارة والصناعة وغرفتي التجارة والصناعة ورجال الأعمال، وذلك في ديسمبر المقبل، مشيرا إلى وجود 200 إلى 300 شركة عمانية وكويتية تعملان بالسوق في البلدين بمختلف المجالات، ومنها الطاقة والنفط. قاطرة العلاقات وأكد الخروصي أن العلاقات العمانية - الكويتية الاقتصادية قوية، لأن الاقتصاد هو الذي يقود قاطرة العلاقات، مشيرا إلى مشاريع الربط الخاص بالسكك الحديدية بين دول مجلس التعاون، كسكك الحديد بين الإمارات وعمان، وأيضا مشروع ربط السكك بين السعودية والكويت، وهذا من شأنه تعزيز وسرعة تبادل المنتجات بين دول المنطقة بشكل عام، ويعزز وصولها إلى أسواق أخرى إقليمية بالمنطقة. وحول قطاع السياحة قال إن القراءات الأولية تعكس تقدما ملحوظا وارتفاع في عدد سياح عمان، حيث بلغوا في منتصف أغسطس 816 ألف سائح، لكن مع نهاية الشهر الجاري يتوقع أن يزيد العدد على مليون سائح، حسب ما خططت وزارة السياحة في سلطنة عمان، منهم 40 ألف كويتي في تزايد مستمر، إلى جانب زيادة عدد رحلات الطيران في الفترة الماضية خلال موسم خريف ظفار، الذي تمتع بأجواء مناخية وطبيعية خلابة جذبت السياح من دول منطقة الخليج، وفي الشتاء تستقطب عمان سياحا من الدولة الأوروبية الباردة، للاستمتاع بمناخنا الرائع على مدار العام.
مشاركة :