في عالم الأعمال اليوم، يُعدُّ المدير المباشر أحد العوامل الحاسمة التي تؤثر بشكل كبير على أداء الفريق وبيئة العمل بشكل عام. إلا أن بعض المديرين يتبنون أسلوبًا متسلطًا في إدارة فرقهم، مما يؤدي إلى خلق بيئة عمل سلبية تؤثر على معنويات الموظفين وأدائهم بشكل مباشر. المدير المتسلط ليس مجرد قائد يفرض سيطرته، بل هو شخص يستغل سلطته للتأثير بشكل سلبي على الفريق، ويظهر ذلك بشكل خاص من خلال تلاعبه في تقييمات الأداء وظلمه للموظفين. من هو المدير المتسلط؟ المدير المتسلط هو ذلك الشخص الذي يفرض آراءه وقراراته على فريقه دون الاستماع إلى آرائهم أو اعتبار احتياجاتهم. يتميز هذا المدير بعدم القدرة على التفويض، ويميل إلى السيطرة على جميع جوانب العمل، حتى أدق التفاصيل، مما يعكس قلة ثقته بفريقه. وهو يستخدم سلطته لإرهاب الموظفين، ويعتمد على التهديدات بدلاً من التحفيز، مما يجعل الموظفين يشعرون بالضغط والخوف بشكل دائم. تأثير المدير المتسلط على بيئة العمل يمكن للمدير المتسلط أن يترك أثرًا سلبيًا عميقًا على بيئة العمل. فبدلاً من خلق بيئة محفزة وإيجابية، يسود جو من الخوف والقلق. يشعر الموظفون بعدم الأمان في إبداء آرائهم أو تقديم مقترحات جديدة خوفًا من الانتقاد أو العقوبات. هذا الخوف يقتل الإبداع ويثبط من معنويات الفريق، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة معدل دوران الموظفين. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي سلوكيات المدير المتسلط إلى تدهور العلاقات بين الموظفين أنفسهم، حيث يمكن أن يصبحوا أكثر تنافسية وسلبية، في محاولة للبقاء على الجانب “الآمن” من المدير. هذه البيئة تؤدي إلى تفكك الروح الجماعية وتقلل من التعاون بين أفراد الفريق. ظلم الموظفين في تقييمات الأداء إحدى أكثر الممارسات الضارة التي يمارسها المدير المتسلط هي التلاعب في تقييمات الأداء. تقييم الأداء هو أداة مهمة لتطوير الموظفين وتحفيزهم على تحسين أدائهم، ولكن عندما يستخدم بشكل غير عادل، يصبح أداة للظلم والتفرقة. المدير المتسلط قد يستخدم تقييمات الأداء كوسيلة لمعاقبة الموظفين الذين لا يتماشون مع رؤيته أو ينتقدون قراراته. قد يقوم بتقديم تقييمات غير عادلة تقلل من جهود الموظفين، وتحط من قدراتهم، مما يؤثر على ترقياتهم وزياداتهم السنوية. على العكس، قد يمنح المدير المتسلط تقييمات غير مستحقة للموظفين الذين يوافقون على كل ما يقوله، حتى لو كان أداؤهم الفعلي لا يبرر تلك التقييمات المرتفعة. هذه الممارسات تخلق شعورًا عميقًا بالظلم والإحباط بين الموظفين، وتؤدي إلى تراجع في الولاء للشركة وزيادة الرغبة في البحث عن فرص عمل أخرى. كيفية التعامل مع المدير المتسلط التعامل مع مدير متسلط يتطلب حنكة وصبرًا، ومن المهم أن يعرف الموظف حقوقه وكيفية الدفاع عنها دون التعرض لخطر الفقدان الوظيفي. إليك بعض الاستراتيجيات: 1. **الحفاظ على الوثائق:** من المهم توثيق جميع التقييمات والتوجيهات التي تصدر عن المدير. يمكن أن تكون هذه الوثائق مفيدة في حال تطلب الأمر رفع شكوى للإدارة العليا أو الموارد البشرية. 2. **التركيز على الأداء:** يجب على الموظف أن يستمر في أداء عمله بأفضل صورة ممكنة، مع الالتزام بكافة التوجيهات والتعليمات، حتى لا يمنح المدير المتسلط أي ذريعة لانتقاده. 3. **التواصل الفعال:** حاول التحدث إلى المدير بشكل مفتوح حول التحديات التي تواجهها وتقديم اقتراحات لتحسين العمل. قد يساعد الحوار المباشر في تخفيف حدة التوتر. 4. **طلب الدعم:** إذا استمر الظلم، يمكن للموظف طلب الدعم من الموارد البشرية أو الإدارة العليا. من المهم أن يتم ذلك بطريقة مهنية وبناءة، مع تقديم الأدلة على الظلم الواقع. الخاتمة المدير المتسلط هو عائق أمام النجاح الجماعي للفريق، حيث يعوق الإبداع، ويقتل روح التعاون، وينشر الظلم بين الموظفين. من الضروري أن تدرك المؤسسات أهمية دعم بيئة عمل إيجابية، وتشجيع المديرين على تبني أساليب قيادة تحترم حقوق الموظفين وتدعم تطورهم المهني. في النهاية، تحقيق النجاح المستدام لا يتأتى إلا من خلال بيئة عمل صحية تعزز من قدرة الموظفين على الابتكار والعطاء. ظلمُ المدير جرحٌ في الصميمِ يجرحُ القلوبَ ويحطمُ العزيمِ تُزهقُ الأماني تحت وطأةِ بطشهِ ويفنى في ظلامِ الظلمِ كلُّ حلمٍ عظيمِ يا ربَّ السماء، يا عادلَ الأحكامِ أنصفْ عبادك من جورِ اللئيمِ هوى بالحقِّ تحت قدمِ الكِبرياءِ واستبدَّ برعيتهِ كذئبٍ عقيمِ فأخذْهُ يا إلهي أخذَ عزيزٍ مقتدرٍ ولا تتركْهُ في طغيانهِ يظلِمُ المقيمِ نحنُ المستضعفينَ تحتَ سطوتهِ نرجوكَ يا ربَّ الأكوانِ، أنتَ العليمِ فأنصرْنا وكنْ لنا سندًا قويًا واجعلْ عاقبةَ الظالمِ في الدَّركِ الأليمِ يا من يسمعُ دعاءَ المظلومِ خففْ عنا هذا العناءَ العظيمِ أنتَ الحكمُ العدلُ لا تظلمُ فارفعْ عنا يدَ الظالمِ اللئيمِ
مشاركة :