اكتشف باحثون أمريكيون موقع الإطلاق المحتمل لصاروخ روسيا الجديد، الذي يعمل بالطاقة النووية، ويحمل رؤوسًا نووية، ووصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه "لا يقهر"، بحسب ما أفادت "رويترز" اليوم (الاثنين). وذكر "بوتين" أن السلاح - الذي أطلق عليه حلف شمال الأطلسي اسم SSC-X-9" Skyfall" لديه نطاق غير محدود تقريبًا، ويمكنه التهرب من الدفاعات الصاروخية الأمريكية، لكنّ بعض الخبراء الغربيين يشككون في مزاعمه والقيمة الاستراتيجية لصاروخ Burevestnik، قائلين: "إنه لن يضيف قدرات لا تمتلكها موسكو بالفعل، كما أنه ينطوي على مخاطر وقوع حادث ينبعث منه الإشعاع". وباستخدام الصور التي التقطتها شركة "بلانت لابس" للأقمار الصناعية التجارية في 26 يوليو، حدد باحثان أمريكيان مشروع بناء ملاصق لمرفق تخزين الرؤوس الحربية النووية المعروف باسم Vologda-20 وChebsara باعتباره موقع النشر المحتمل للصاروخ الجديد، ويقع المرفق على بعد 295 ميلاً شمال موسكو. وعثر ديكر إيفيليث، المحلل في منظمة CNA للبحوث والتحليل، على صور الأقمار الصناعية وحدد ما قيّمه بأنه تسع منصات إطلاق أفقية قيد الإنشاء، وتقع في ثلاث مجموعات داخل حواجز ترابية عالية لحمايتها من الهجوم أو لمنع انفجار عرضي في واحدة من تفجير الصواريخ في الأخرى. وتربط الطرق بين الحواجز الترابية والمباني، التي استنتج "إيفيليث" أنها على الأرجح المباني، التي سيتم فيها صيانة الصواريخ ومكوناتها، ومجمع المخازن الخمسة الموجودة لتخزين الرؤوس الحربية النووية، مبينًا أن الموقع "مخصص لنظام صاروخي كبير وثابت، والنظام الصاروخي الكبير والثابت الوحيد الذي تقوم روسيا بتطويره حاليًا هو Skyfall". ويشير تحديد موقع الإطلاق المحتمل للصاروخ إلى أن روسيا تمضي قدمًا في نشره بعد سلسلة من الاختبارات، التي شابتها مشكلات في السنوات الأخيرة، بحسب ما ذكر "إيفيليث" والباحث الثاني، جيفري لويس، من معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في مونتيري. واتفق "لويس" مع تقييم "إيفيليث" بعد مراجعة الصور بناءً على طلبه، وقال: "إن الصور تشير إلى شيء فريد للغاية، مختلف للغاية. وبالطبع، نحن نعرف أن روسيا تقوم بتطوير هذا الصاروخ الذي يعمل بالطاقة النووية". وأوضح هانز كريستنسن من اتحاد العلماء الأمريكيين، الذي درس أيضًا صور Vologda بناءً على طلب "إيفيليث"، أنها تظهر منصات إطلاق وغيرها من الميزات المحتملة المرتبطة بصاروخ BurevestnikK . وقال "إيفيليث" و"لويس" و"كريستنسن" وثلاثة خبراء آخرين: "إن الممارسة المعتادة لموسكو كانت تخزين الحمولة النووية للصواريخ البرية بعيدًا عن مواقع الإطلاق - باستثناء تلك الموجودة في قوة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المنتشرة، لكن نشر صاروخ Burevestnik في Vologda سيسمح للجيش الروسي بتخزين الصواريخ المسلحة نوويًا في مخابئها، مما يجعلها متاحة للإطلاق بسرعة". ولدى صاروخ Burevestnik سجل اختبار سيئ، حيث أجريت عليه 13 تجربة على الأقل، ولم يكلل بالنجاح سوى تجربتين جزئيًا، وذلك منذ عام 2016، وفقًا لمبادرة التهديد النووي (NTI)، وهي مجموعة دعوة تركز على الحد من المخاطر النووية والبيولوجية والتكنولوجية الناشئة. وتشمل النكسات انفجارًا وقع عام 2019 أثناء محاولة استعادة مفاعل نووي غير محمي سُمح له بالاحتراق على أرضية البحر الأبيض لمدة عام بعد تحطم نموذج أولي. ولم تستجب وزارة الدفاع الروسية وسفارتها في واشنطن لطلب التعليق على تقييمه والقيمة الاستراتيجية لصاروخ Burevestnik وسجل اختباراته والمخاطر التي يمثلها. كما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية، ووكالة المخابرات المركزية، ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ومركز الاستخبارات الجوية والفضائية التابع للقوات الجوية الأمريكية التعليق.
مشاركة :