أكدت د. ندى اليوسف استشارية أمراض وجراحة العيون والقرنيات عن أهمية الفحص الدوري للنظر للأطفال والمراهقين خاصة مع بداية السنة الدراسية الجديدة. بالنسبة إلى الأطفال من سن 3 إلى 5 سنوات من الضروري جداً فحص النظر لتفادي مشكلة كسل العين أو ما يسمى بال amblyopia، ومن أهم أسباب كسل العين هو عدم تشخيص وعدم علاج ضعف النظر في مرحلة الطفولة. وأضافت الدكتورة ندى أن من الأسباب الأكثر انتشارا لكسل العين هو الحول الناجم من عيوب الإبصار الانكسارية كطول النظر، أو التفاوت البارز في العيوب الانكسارية بين العينين. أما إن لم يتم التشخيص والعلاج في سن مبكرة وهو قبل الست سنوات من عمر الطفل فيؤدي ذلك إلى ضعف مستديم في العين التي حدة الإبصار فيها أضعف من الأخرى، وذلك بسبب عدم تقبل الدماغ الصورة المشوشة القادمة من العين الضعيفة بينما يتقبل الصورة الواضحة القادمة من العين التي حدة الإبصار فيها أقوى، ذلك يؤدي إلى عدم نضج المسار الدماغي بين العين الضعيفة والمخ، هذه الظاهرة تسبب ضعفاً مستديماً في العين وهو ما يسمى بال amblyopia أو كسل العين. وهذه المشاكل علاجها بسيط وفعال في مرحلة الطفولة وذلك بوصف النظارات الطبية المناسبة للطفل وفي بعض الحالات تغطية العين السليمة فترة زمنية محدده لمساعدة الدماغ ان يتقبل الرؤية القادمة من العين الضعيفة. وحذرت الدكتورة اليوسف من أن هذه الظاهرة إن لم تشخص وتعالج في الطفولة يبقى الشخص يعاني من ضعف في الإبصار في العين الضعيفة مدى الحياة ولا يمكن علاجها في المستقبل. لذلك من المهم والضروري جدا فحص نظر الأطفال قبل سن الست سنوات ويفضل من سن 3 إلى 5 سنوات لاكتشاف أي مشكلة في الإبصار ليتم علاجها مبكرا لتفادي كسل العين الذي لا يمكن علاجه مستقبلا. ناهيك عن أهمية تصحيح عيوب الإبصار للأطفال والمراهقين للتحصيل الدراسي فكثيرا ما يتأخر الطالب في المدرسة ويتضح بأن ذلك بسبب ضعف النظر وقد يكون العلاج فقط النظارات الطبية. أما بالنسبة إلى المراهقين من الضروري جدا فحص النظر مع بداية العام الدراسي الجديد وذلك لتشخيص وعلاج عيوب الإبصار الانكسارية كقصر النظر أو طول النظر أو تعرجات القرنية (الأستجماتزم). ناهيك عن مرض القرنية المخروطية الذي يصيب فئة المراهقين والشباب والذي يمكن تشخيصه إلا بالخضوع لفحوصات خاصة يتم اجراؤها في عيادات العيون. مرض القرنية المخروطية من الأمراض الواسعة الانتشار في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط. فالمراهقون المعرضون للقرنية المخروطية يشكلون حوالي 19 بالمائة. فيجب متابعة هذه الفئة من الشباب بصورة دورية وذلك بإجراء فحص النظر وكذلك الخضوع للتصوير الطبوغرافي للقرنية وذلك لتشخيص القرنية المخروطية في بدايتها إن وجدت. القرنية هي الجزء الأمامي للعين وتكون القرنية الطبيعية شفافة ودائرية. عندما تتغير القرنية من الشكل الدائري إلى الشكل المخروطي أو المحدب فيؤدي ذلك إلى ضعف في الإبصار غالبا بسبب قصر النظر والاستجماتزم. وفي المراحل المتقدمة من المرض قد تتكون ندبات على القرنية ويؤثر ذلك على شفافية القرنية وبالتالي يسبب ضعف شديد في الإبصار. ومن الضروري جدا تشخيص القرنية المخروطية مبكرا لدى الشباب وذلك لتفادي التدهور المستمر في الإبصار الذي قد يصل إلى مرحلة متقدمة ويكون العلاج بإجراء عملية زراعة القرنية. أما في حالة التشخيص المبكر بإمكاننا حاليا إجراء علاج وقائي لمرضى القرنية المخروطية وذلك بتقنية الكولاجين التي تعمل على تقوية أنسجة القرنية وتمنع التمدد والاستطالة في القرنية ويتم تثبيت النظر ومنع التدهور.
مشاركة :