تستهدف إندونيسيا توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية بقيمة 3.5 مليار دولار مع أفريقيا، وسط تصاعد النزاعات التجارية العالمية التي تدفعها للبحث عن أسواق جديدة خارج آسيا، بحسب ما ذكره مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى.صرح نائب وزير الخارجية الإندونيسي باهالا منصوري، في مقابلة الأسبوع الماضي، أن هذه الصفقات ستُعلن خلال المنتدى الإندونيسي الأفريقي المنعقد حالياً في بالي والذي يستمر حتى يوم الثلاثاء. وأشار إلى أن الهدف الحالي لإندونيسيا يفوق بكثير الصفقات البالغة قيمتها 600 مليون دولار تقريباً، والتي وُقعت خلال أول اجتماعات المنتدى في عام 2018.ولفت منصوري إلى أن أحد أبرز المشاريع المتوقعة خلال المنتدى يتعلق بقطاع الغاز، حيث تسعى إحدى الشركات الإندونيسية لإنتاج الأسمدة والأمونيا في أفريقيا. وأضاف أن الدولة تخطط لعقد اتفاقيات أخرى في مجالات الصحة والزراعة، مع التركيز على تعزيز صادراتها من اللقاحات والمنتجات الدوائية والغذائية إلى القارة الأفريقية. ولطالما كانت إندونيسيا تتطلع لتنويع تجارتها بعيداً عن شركائها الرئيسيين مثل الصين والولايات المتحدة واليابان. وهذه الجهود تزداد أهمية في ظل التحديات التي تواجه قطاع التصدير الإندونيسي نتيجة تباطؤ الاقتصاد الصيني وضعف أسعار السلع الأساسية وتصاعد الحمائية.وأشار المسؤول الدبلوماسي إلى أن دولاً مثل كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا ومصر، التي تشهد نمواً سكانياً سريعاً، قد تشكل أسواقاً واعدة للتصدير بالنسبة لأكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا. وأوضح أن وزارة الشؤون الخارجية تعمل على تحسين وصول السلع الإندونيسية إلى الأسواق الأفريقية، حيث بلغت صادرات إندونيسيا إلى أفريقيا 6.9 مليار دولار فقط في عام 2023، أي أقل من 3% من إجمالي الشحنات. وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن تلعب أفريقيا، الغنية بالموارد الطبيعية، دوراً رئيسياً في استغلال إندونيسيا لاحتياطياتها الهائلة من النيكل وتحويلها إلى مركز لإنتاج البطاريات.
مشاركة :