السيارات الكهربائية الصينية تدعم تحول أفريقيا نحو "النقل المستدام"

  • 9/3/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ظلت دراجات "بودا بودا" النارية وعربات "التوكتوك" ثلاثية العجلات علامة النقل البارزة في الدول الأفريقية. ولكن، مع تطور التقنيات ووصول السيارات الكهربائية الصينية إلى القارة السمراء، أصبحت الشوارع تكتسب ملامح مختلفة تدريجيا. وأشار جوما، سائق سيارة أجرة في مومباسا، ثاني أكبر مدن كينيا، إلى أن تجربة قيادة السيارات الكهربائية الصينية جعلته يشعر بأنها تتمتع بقوة الأداء وكفاءة القيادة، وقال "أشجع جميع المقبلين على شراء السيارات الكهربائية الصينية التي ستملأ شوارع المدينة في المستقبل". ويشارك عدد كبير من محللي الشؤون الدولية جوما نظرته إلى السيارات الكهربائية الصينية، في ظل الترحيب الكبير بالعلامات الصينية من قبل المستهلكين الأفارقة وحكومات بلادهم، بعد نجاحها في إيجاد موطئ قدم في الأسواق المحلية بفضل منتجاتها الاقتصادية والعالية الجودة. وافتتحت شركة "بي واي دي" الصينية للسيارات الكهربائية أول مركز بيع في شرق أفريقيا بالعاصمة الرواندية كيغالي بالتعاون مع شريك محلي. وقال سائق محلي إن العلامات الصينية تحظي بتقييم إيجابي في السوق سواء من حيث تجربة القيادة أو الابتكارات التقنية والسلامة والمزايا الاقتصادية. وفي جنوب أفريقيا، اكتسبت علامات السيارات الكهربائية الصينية شعبية واسعة، كما وقعت الشركات الرئيسية لتشغيل الحافلات في البلاد اتفاقيات مع شركات صينية لشراء حافلات كهربائية. وفي مصر، تجاوز عدد السيارات الكهربائية المسجلة حديثا 1,419 سيارة في الربع الأول من العام الجاري، ما يمثل ثُلث إجمالي السيارات الكهربائية المسجلة في الأعوام الثلاثة الماضية، وأغلبها علامات صينية. وقال مسؤول بمعرض السيارات في القاهرة إن السيارات الكهربائية الصينية تتحلى بجودة عالية وأسعار معقولة، وتلبي طلبات السوق المصرية بشكل كامل. ونوه عدد غير قليل من المحللين إلى أن الأسباب وراء مواصلة اكتساب السيارات الكهربائية الصينية شعبيتها الواسعة في الأسواق الأفريقية يكمن في كفاءتها وجودتها العالية وأسعارها المعقولة. وأكد والتر ماديلا، كبير محللي أسواق سيارات أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة "إس آند بي جلوبال موبيليتي"، أن العلامات الصينية تتمتع بجودة عالية وأسعار معقولة، ما يوفر مزيدا من الخيارات للمستهلكين. وتعتمد دول أفريقية سياسات لدعم التحول الأخضر، وتشجيع بناء المرافق الأساسية الخاصة بذلك، مما يخلق ظروفا لتعميم استخدام السيارات الكهربائية. على سبيل المثال، منحت الحكومة المصرية معاملة تعريفة صفرية على واردات السيارات الكهربائية، لتشجيع مبيعات المنتجات المعنية. وفي الوقت نفسه، ضاعفت عدد محطات الشحن في البلاد على مدى السنوات الأخيرة. فضلا عن ذلك، تتبوأ الصين مكانة ريادية في العالم سواء من حيث تصنيع السيارة الكهربائية وأنظمة التشغيل الذكية المدمجة وسلاسل الصناعة المتكاملة وتكلفة التصنيع المخفضة، مما يجذب عددا كبيرا من الشركات الأفريقية للتعاون مع نظيراتها الصينية، وإدخال التقنيات لتشجيع توطين صناعة السيارات الكهربائية، الأمر الذي يتمتع بإمكانات واعدة كبيرة للتنمية. وبحسب تقرير صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصادرة في هونغ كونغ، نفذت شركات كينية مشاريع تعاون مع الجانب الصيني مؤخرا، استلمت بطاريات أيون الليثيوم ومحركات لتجميعها في البلاد، بهدف الاستفادة من الفرص التنموية الناجمة عن المزايا التقنية الصينية في هذا المجال والسياسات التفضيلية المحلية المعنية. على جانب آخر، استخدمت وسائل إعلامية أمريكية مصطلح "ثورة النقل الكهربائي" لوصف جهود الصين الرامية إلى تعزيز تواجد السيارات الكهربائية الصينية في الأسواق الأفريقية. ولا شك أن السيارات الكهربائية الصينية، بفضل مزاياها التقنية وفرص سياسات الدول الأفريقية، ستتمتع بإمكانات واعدة كبيرة للتنمية في الدول الأفريقية، ومن المحتم أن تقدم مزيدا من المساهمات في تنمية قطاع النقل الأخضر.

مشاركة :