انطلقت صباح أمس بفندق سانت ريجيس(برج الأمة) بكورنيش أبوظبي أعمال وجلسات المؤتمر السنوي الرابع للجمعية الدولية لمحاميي كرة القدم بعنوان مستقبل عدالة كرة القدم والتي تختتم اليوم تحت رعاية سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أبو ظبي الرياضي، والذي تأتي انطلاقته للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط بتنظيم مجلس أبوظبي الرياضي، وذلك بالتعاون مع الجمعية الدولية لمحاميي كرة القدم ودائرة القضاء واتحاد الكرة واللجنة الأولمبية الوطنية ولجنة دوري المحترفين وشركة صالح العبيدلي محامون ومستشارون وقناة أبوظبي الرياضية. شهد افتتاح المؤتمر عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي وباتريسيا مويرسو رئيسة الجمعية الدولية لمحاميي كرة القدم وعبد الله ناصر الجنيبي نائب رئيس اتحاد الكرة ومحمد عبد الله بن هزام الظاهري الأمين العام لاتحاد الكرة والدكتور صلاح الجنيبي مدير الاتصال في دائرة القضاء وياسر المسحل المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي ومسلم سهيل الكثيري عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الجديد وعدد غفير من ممثلي الأندية والمحاميين الدوليين المشاركين وممثلي الاتحادات الآسيوية والأوروبية والدولية لكرة القدم. بدأ المؤتمر بتقديم من المستشار صالح العبيدلي عضو المكتب التنفيذي للجمعية الدولية لمحاميي كرة القدم، وبعدها ألقى عارف حمد العواني كلمة افتتاح المؤتمر التي نقل من خلالها تحيات سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان الذي يولي اهتماماً كبيراً لاستضافة أبو ظبي لأهم الفعاليات والملتقيات الرياضية العالمية الثرية بالمكتسبات والتجارب المميزة. ورحب العواني بوفود وضيوف المؤتمر السنوي الرابع، وقال: إن انعقاد المؤتمر في العاصمة أبو ظبي، يمثل مكسباً مهما لأجندة الفعاليات الرياضية للعاصمة وانعكاساً إيجابياً لما وصل إليه القطاع الرياضي في الإمارات من تطورات كبيرة على مختلف الصعد، حتى باتت نموذجا رائداً في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وبات ملتقى لصناع القرار الرياضي الدولي ونجوم العالم من الرياضيين بكافة الرياضات. وأكد أن مجلس أبو ظبي الرياضي يتطلع باستمرار لبناء شراكات دولية مميزة مع مختلف الاتحادات الرياضية العالمية التي من شأنها أن تساهم بدعم مسيرتنا في التطوير والارتقاء وتفتح آفاقاً جديدة تستشرف من خلاله رياضة الإمارات (التميز والاحترافية) لتحقيق غاياتها. وشدد أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي بالدور البارز الذي يلعبه انعقاد مثل هذه المؤتمرات المختصة بمشاركة بارزة من نخبة المحامين الدوليين المختصين بقوانين كرة القدم وحجم الاستفادة الكبيرة من كافة الجوانب، حيث الأطروحات والممارسات الحديثة في التعامل مع مختلف القضايا، والحلول المناسبة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعاصرها أسرة كرة القدم على الصعيدين المحلي والدولي، مشيراً إلى أن التجربة الفريدة التي حققتها العاصمة أبوظبي والتقدم الكبير الذي وصلت إليه بفضل التخطيط والرؤية التي اعتمدتها بتوفير العوامل الداعمة للتطور الاقتصادي والسياحي والرياضي بجانب الترويج للهوية الإعلامية دولياً، حتى أصبحت صاحبة الحضور الأقوى عالمياً والأولى في المشهد الرياضي الدولي، كما جسدت الرؤية التي انتهجها مجلس أبوظبي الرياضي وهي أبوظبي عاصمة عالمية للرياضة.. ممارسة.. منافسة.. استضافة. ودعا العواني محاميي كرة القدم والمستشارين والمختصين القانونيين ومنتسبي قطاع الكرة في الإمارات للاستفادة من جلسات المؤتمر لخدمة رياضة وكرة الإمارات على وجه التحديد وتعزيز الممارسات الاحترافية في منظومتنا الرياضية. من جهتها، عبرت الفرنسية باتريسيا مويرسوين رئيسة الجمعية الدولية لمحاميي كرة القدم عن سعادتها بوجودها في أبو ظبي، متقدمة بالشكر لمجلس أبوظبي الرياضي على استضافة فعاليات أعمال وجلسات المؤتمر، وأكدت بأن مشاركة هذا العدد الكبير من المحامين المتخصصين أمر يدعو للتفاؤل للخروج بنتائج وتوصيات إيجابية من شأنها أن تسهم في وضع قانون دولي لكرة القدم يسهم في طفرة تلك المنظومة، مما يساعد على وضع مزيد من الحلول لإيجاد المناخ المناسب والأخلاقيات الفاضلة التي تساعد على حفظ الحقوق لنضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً لكرة القدم من خلال توفير العدالة، انطلاقاً من شعار النسخة الرابعة للمؤتمر الذي يضم العديد من المهتمين في مجال قانون كرة القدم ومن شتى دول العالم. على خط آخر، خرجت الجلسة الصباحية الافتتاحية الرئيسة الأولى بعدة توصيات وهي أقيمت بعنوان: تحسين نظام العدالة في كرة القدم وأدارها المحامي السويسري فرانسوا كارارد رئيس لجنة الإصلاح في الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، الذي استعرض فيها أهم الجوانب التي تتبناها للتحسين وما هي الضمانات القانونية التي يجب توفيرها، حيث أكد أهمية التغييرات الأخيرة التي جرت في هرم كرة القدم الدولية باعتبار اللعبة من أشهر الرياضات في العالم والمهمة في الوقت ذاته والتي تستحوذ على متابعة الملايين حول العالم وتستقطب الرعاة والداعمين، كما إن وجود جاني انفانتينو في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم أحد الأعضاء النشطين في مجال دعم القوانين والتشريعات المهمة، سيساهم بشكل كبير بالتطوير. ونوه بأن العدالة تمثل أحد الروابط المهمة في مسيرة اللعبة، لافتاً إلى أنه في الوقت السابق لم تكن القوانين بهذا الحجم وكانت تمارس بشكل مبسط ومع مرور الزمن والحقب تطورت اللعبة بشكل هائل وتطورت معها القوانين والتشريعات واللوائح وأصبح هناك صناع للقرار ومشرعون ومزيد من المتخصصين، مشدداً على الجميع أن يواجه الفساد بآليات قانونية ونظم قوية رادعة للحد من الممارسات الخاطئة بحق سمعة اللعبة. وأضاف: إن فكرة تأسيس محكمة التحكيم الرياضي الدولي ( كاس ) جيدة وحكيمة ولكن بحاجة لتكون أقوى مما عليه الآن لحل النزاعات الرياضية وتسوية المشاكل بطرق قانونية محكمة وضمان الاستقلالية والحيادية في كافة النزاعات والعمل على تشخيص القضايا بصورة دقيقة ولابد من الإجراءات التأديبية في مواجهة الكثير من المشاكل العالقة في منظومة اللعبة. وقال: هناك تعريف غير واضح بخصوص الأخلاقيات والسلوكيات التي تختلف بقوانين الشرق الأوسط عن أوروبا وأمريكا، لدينا الكثير من النزاعات والأمثلة كثيرة وحاضرة بقوة وسنناقشها في المؤتمر السنوي الرابع الذي يعقد هنا في العاصمة أبوظبي، الذي يعد واحداً من أهم المؤتمرات التي نتطلع للاستفادة من وجود الخبراء القانونيين والمحامين الدوليين لمواجهة التحديات ولضمان كرة القدم تحظى بعدالة كبيرة في المستقبل. وشدد على أن (كاس) بحاجة إلى تحديثات وتحسينات كبيرة في إجراءاتها باعتبارها محكمة دولية شاملة مع الإعجاب الكبير في عملها ومؤسسيها والقائمين عليها ولكن واقع الحال يحتم علينا اتخاذ إجراءات مهمة لمواجهة النزاعات الكبيرة والمختلفة لضمان مستقبل أفضل للعبة. وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان حالات وأمثلة والتي تطرقت لتجربة نادي كونمبول - من الأوروغواي واستعرض فيها كل من المحامي كرافو سوزا من البرازيل والمحامي خوان دي ديو كريسبو من إسبانيا مشاكل الدفاع عن الموكلين، وأكدوا أن بعض القضايا غير ناضجة بشكل عام بحكم الفترة الزمنية البسيطة، ونوهوا بأهمية وضع نظم وخطط لتطوير مفاهيم العدالة. وتلاها الجلسة الثالثة بعنوان الوصول إلى العدالة والمعالجات القانونية والتي تحدث فيها كل من السويسري اميليو غارسيا رئيس لجنة الانضباط والنزاهة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وجيمس كيتشينغ رئيس الخدمات القانونية الرياضية (الانضباط والحوكمة) في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والمحامي ستيفانو لابورتا من إيطاليا، وصالح العبيدلي المستشار القانوني عضو المكتب التنفيذي في الجمعية الدولية لمحاميي كرة القدم من الإمارات، حيث ناقشت طبيعة القرارات التي تتخذها مؤسسات كرة القدم، ولجان الانضباط واللجان الإدارية، وما هي القرارات التي تخضع للاستئناف، ومن يمكنه أن يستأنف، بجانب التكاليف، الإجراءات، الشفافية. كما استعرضت الجلسة الرابعة الاستقلالية والحياد، وتكوين اللجان ودور الشخص المسؤول عن الانضباط واستقلالية وحياد أعضاء اللجان القانونية، و استضافت السويسري إميليو غارسيا رئيس لجنة الانضباط في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، السويسري إيمانويل ما سيدو الرئيس التنفيذي للمركز الدولي لأنظمة الرياضة لأوروبا وأمريكا اللاتينية، ماركيتا هيندولوفا، محامي من التشيك. برنامج اليوم الثاني يشمل برنامج اليوم البدء بجلسة صباحية عن محكمة التحكيم الرياضية الدولية (كاس) ومناقشة 7 محاور هي (الموافقة على قرارات لجنة التحكيم الرياضي، استقلالية تشكيل أعضاء محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) واختيار الرئيس، القانون التطبيقي، تنفيذ قرارات محكمة التحكيم الرياضي، الموعد النهائي للفصل في الإجراءات المتبعة، الشفافية وتحديد الفترة الزمنية للفصل في القضايا المرفوعة، القوانين التي ستطبق عند الفصل في القضايا المرفوعة). الجنيبي: علينا تجاوز كل السلبيات القانونية السابقة أشاد عبدالله ناصر الجنيبي نائب رئيس اتحاد الكرة، بالدور الحيوي والكبير الذي يؤديه سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، في تعزيز مكانة ودور الرياضة الإماراتية، وجهوده الحثيثة والمستمرة في دفع عجلة التطوير .وقال الجنيبي إن الاستفادة من اللوائح والتشريعات القانونية العالمية ضرورة ملحة وهدف إيجابي نسعى في اتحاد الكرة لتسخيره لمصلحة الكرة الإماراتية وتطوير واقع اللعبة بشكل عام.وأشار إلى أن الموسم المقبل للكرة الإماراتية سواء على صعيد دوري الخليج العربي، أو دوريات الفئات العمرية ومختلف المسابقات التي ينظمها الاتحاد لابد أن تشهد تجاوزاً للأخطاء القانونية التي تم الوقوع فيها مسبقاً، بجانب تعزيز الإيجابيات. المسحل: شهادتي مجروحة قال ياسر المسحل المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي: سعيد بتواجدي في المؤتمر، وشهادتي مجروحة بالتميز الكبير والدور الرائد لمجلس أبوظبي الرياضي، وحرصه على عقد مثل هذه المؤتمرات العالمية المهمة، إلى جانب الفعاليات الرياضية الدولية البارزة، مضيفاً: إنه للمرة الأولى يحضر المؤتمر بهذا الحجم الكبير وبمشاركة أسماء لها وزنها وثقلها في الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي والآسيوي لكرة القدم وفي قطاع المحاماة.
مشاركة :