محمد بن زاهر العبري لا شك أنَّ البشرية بشتى قطاعاتها عن قريب مُقبلة على تغيير هائل في أنماط تعاطي المعارف المتنوعة من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يعد بثورة كُبرى في النمو المعرفي البشري، فمن إعداد الدراسات البحثية إلى فرز محتوى المؤتمرات العالمية والمنتديات الثقافية إلى رفد سيناريوهات جيوسياسية وأفلام وثائقية، مرورًا بتغيير أنماط خُطب الجمعة وأساليب الإلقاء وتقديم المحادثات المقنعة القائمة على البرهنة والتفكير الناقد، إلى ابتكار قصص للأطفال وتبسيط المعارف الفلسفية والفيزيائية لمرحلة ما قبل المدرسة، إلى عرض النظريات في الكوانتا والانطولوجيا لأطفال الابتدائية، وهكذا لن يبقى حقل معرفي إلا وسيجري عليه الذكاء الاصطناعي قلمه، الأمر الذي لا محيص عن قبوله. لكن الهاجس المقلق هو كيف يمكن الانتقال الآمن إلى هذا العالم والاستفادة القصوى منه، وتنظيم التعامل معه خصوصا على مستوى الأطفال بحيث يتم استخدامه طبق الإرشاد التربوي لتعزيز النمو الثقافي والمعرفي؟ يقترح الخبراء النقاط التالية: قد يتطلب الانخراط في هذه المساقات تنشيط البؤر الثقافية الاجتماعية بالتعاون الوثيق مع وزارة التربية والتعليم للتواجد في المرحلة العصرية؛ إذ لا زلنا لا نشهد ندوات ثقافية تتناول مستقبل التعليم والتربية على ضوء التقدم العلمي الهائل في تبسيط المعرفة، كما لا زلنا في توقٍ لمعرفة مناهجها وخططها لتدشين عملية التعليم التفاعلي مع هذه البرمجيات.
مشاركة :