وقعت مصر وثيقة مشروع (مبادرة البحر الأحمر المصرية) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (يو ان دي بي) وصندوق التمويل العالمي للشعاب المرجانية (جي اف سي ار) ووكالة التنمية الدولية الأمريكية (يو اس ايه اي دي) اليوم الثلاثاء بإجمالي تمويل قدره (14 مليون دولار) لحماية بيئة الشعب المرجانية في البحر الأحمر والحفاظ علي استدامتها. وأكدت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد في بيان أن المشروع الذي يمتد خلال الفترة من 2024 حتى 2030 يمثل خطوة هامة في الجهود الوطنية الرامية إلى حماية التراث الطبيعي لمصر. وأشارت إلى أن المشروع يجمع بين مجموعة من الأطراف المعنية لتطوير وتنفيذ حلول تمويلية تساهم في الحفاظ على بيئة الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر والتي تعد من بين الأكثر الشعاب المرجانية تنوعا والأكثر صمودا على مستوى العالم مع تحقيق فوائد ملموسة للمجتمعات المحلية. واضافت أن الشعاب لا تعد فقط جزءا أساسيا من النظام البيئي البحري بل تلعب دورا محوريا في دعم الاقتصاد المصري من خلال صناعات رئيسية مثل السياحة والصيد مما يستدعي حمايتها وخاصة مع ما تتعرض له تلك النظم البيئية من تهديدات متزايدة ناجمة عن آثار التغيرات المناخية والصيد الجائر والممارسات السياحية غير المستدامة. وأوضحت فؤاد أن المشروع يهدف إلى تعزيز حماية ما يقرب من 99899 هكتارا من الشعاب المرجانية في البحر الأحمر المصري بما في ذلك 13637 هكتارا في محمية (وادي الجمال الوطنية) و50612 هكتارا في محمية (جزر البحر الأحمر الشمالية). وأشارت إلى أن المشروع ممول من قبل (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) ويشمل وضع خمسة ملايين دولار في الصندوق المصري للشعاب المرجانية (اي اف سي ار) كرأس مال أولي لاستخدامه في تمويل المشروعات والأعمال التجارية التي وقع عليها والمبلغ المتبقي والبالغ تسعة ملايين دولار سيستخدم لأنشطة البرنامج التي تدعم إنشاء (الصندوق المصري للشعاب المرجانية) وتغطي نفقاته التشغيلية لفترة العامين الأوليين. من جانبه قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر أليساندرو فراكاسيتي إن مبادرة البحر الأحمر المصرية ستوفر موارد جديدة وشركاء وقدرات لحماية وإدارة الشعاب المرجانية بشكل فعال. وأضاف أن هذه المبادرة تمثل نموذجا عالميا لأفضل الممارسات في الحفاظ على البيئة وتؤكد أنه من الممكن تحقيق التوازن بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية في آن واحد معربا عن التطلع إلى توسع هذه المبادرة في المستقبل القريب لضمان استمرار حماية الشعاب المرجانية في مصر ورفاهية المجتمعات التي تعتمد عليها. بدوره أشار مدير بعثة (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) شون جونز ان هذه المبادرة مبنية على عقود من الشراكة بين الشعبين المصري والأمريكي لحماية والحفاظ على الموارد الطبيعية في مصر مع مساعدة المجتمعات المحلية على بناء قدرتها على التكيف مع آثار تغير المناخ.