يتناول الملايين من المصريين اليوم مئات الأطنان من الأسماك بكل أنواعها خلال احتفالهم بأعياد الربيع وشم النسيم، وهو اليوم الذى يخرج فيه المصريون من مسلمين وأقباط إلى الحدائق والمتنزهات وشاطىء نهر النيل، وشواطئ البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وبحيرة قارون وبحر يوسف، وغيرها من المجاري المائية، بطول البلاد وعرضها. ويرجع تاريخ حرص المصريين على تناول الأسماك، وبخاصة الأسماك المملحة منها، في ذلك اليوم، إلى عهود الفراعنة، الذين جعلوا من قدوم فصل الربيع، عيداً شعبياً، وأقاموا له احتفالات عظيمة. وشهدت أسواق بيع الأسماك الطازجة والمملحة رواجاً كبيراً خلال الأيام الماضية، في إطار استعداد المصريين، للاحتفال بشم النسيم. لكن أكثر ما يُقبِلُ المصريون على تناوله من الأسماك خلال احتفالاتهم بشم النسيم وقدوم فصل الربيع، هو الأسماك المملحة، التي تعرف اليوم باسم الفسيخ، وفي المناطق الريفية باسم الملوحة، وهي عادة فرعونية، لاتزال باقية في مصر حتى اليوم، حيث عرف قدماء المصريين تناول الأسماك المملحة في بداية فصل الربيع، بجانب الكثير من أنواع الأسماك التي عرفتها مصر القديمة. وقال عالم المصريات، والمدير العام الأسبق لآثار الأقصر ومصر العليا، سلطان عيد، إن مصر الفرعونية كانت من أكثر البلاد الغنية بالأسماك، التي تنوعت أشكالها ومسمياتها، حيث كانت تنتشر برك الأسماك في المنازل المطلة على نهر النيل والترع والمستنقعات، والبحيرات الساحلية، وبحر الفيوم.
مشاركة :