"سبق" تكشف تفاصيل جديدة حول غرق الطفل عطا الله بسد صايف بـ"عمرة مكة"

  • 5/2/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

تداركت الشركة المنفذة لسد صايف بحي العمرة وضع السد، بعد اتهامها بالإهمال من ذوي الطفل عطا الله السلمي، الذي وافته المنية غرقًا مساء أمس تاركًا جرح فراقه على والدَيْه وذويه في مشهد حزين قد يتكرر؛ إذ وضعت الشركة المنفذة صبات خرسانية ولوحات إرشادية لكسب الوقت قبل خروج الجهات المختصة؛ حتى تتلاعب بالحقائق.      ومن جانبها، قامت عدسة "سبق" بجولة ميدانية مصورة بحي صايف؛ لكشفه للرأي العام، ولاحظت وجود مياه منسابة على طول الطريق، وبعد أن قطعنا مسافة أكثر من كيلومترين وصلنا للموقع، ولاحظت حفرة ممتلئة بالمياه بعد انحدارها من السد. والتقت "سبق" ذوي الطفل الغريق (عطا الله)، هم أعمامه "مبطي - حويمد - عادل السلمي"، بعد اعتذار الأب عن عدم التحدث عن وفاة ابنه بسبب أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يستطيع التحدُّث. وقال ذوو الطفل إن الشركة المنفذة لسد صايف قامت بالتلاعب على أرض الواقع وبالحقائق؛ لإيهام الجهات المختصة بالتحقيق أنهم استخدموا وسائل السلامة قبل سقوط الطفل.   وأردفوا: لكن الواقع غير ذلك تمامًا؛ إذ أحدثوا لوحاتإرشادية صباح اليوم على جنبات الحفرة بعدما وقع الفأس في الرأس، وأدى الإهمال إلى غرق الطفل عطا الله ذي السنوات الخمس مساء أمس. وكما لوحظ، فإن السد يفتقر لأبسط وسائل السلامة؛ إذ لا يحمل حواجز تحيط بالحفرة المحاطة بـ(الهيال والطبقة الطينية المنزلقة)، التي تركتها الشركة لتتربص بالمارة دون إغلاق للموقع أو إكمال تسويره؛ حتى لا توقع ضحايا جددًا. وهذا المشروع ليس نكرة على مسؤولي أمانةالعاصمة المقدسة، بل معروفًا لديهم، لكن لن يتحركوا لأن أبناءهم بعيدين عن الخطر!   وأضافوا بأنهم اليوم شاهدوا أحد عمال الشركة المنفذة للسد يقوم بجولة داخله، وعند سؤاله عمن أعطاه الأمربفتح تصريف السد مساء أمس، وفي وقت خروج الأهالي والأطفال من منازلهم، وكان ذلك في وقت إجازةنهاية الأسبوع، أفاد بأن من أعطاه الإذن أحد مهندسي الأمانة، وهو المسؤول عن ذلك، فكيف يتم تصريف السد الذي لم يتخطَّ منسوب المياه فيه 5 % من استيعابه؛ الأمر الذي جعل الأطفال يتجهون بحثًا عن مصدر هذه المياه، ووقع المحظور بغرق ابننا عطا الله.   وناشدوا مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، إجراء تحقيق موسَّع في إهمال الشركة المنفذة لسد صايف؛ إذ إنها قامت بحفر هذه الحفرة، وتركتها دون أي وسائل سلامة، ولم يتم تغطية الحفرة بصبات خرسانية تحمي الأهاليوالأطفال. وقالوا: نطالب بإنصاف ابننا الغريق فقيد والديه وعائلته، كما نطالب الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة بالتوسُّع في التحقيق، وهم أول جهة رسمية باشرت الحادث؛ إذ شاهدوا عدم وجود لوحات إرشادية بالموقع.        وبينوا أن الشركة بعد اكتشافها الخطأ الفادح تحاول الآن تدارك ذلك بوضع لوحات إرشادية وصبات خرسانية وشائك بلاستيكي؛ حتى يفلتوا من المحاسبة والتسبب في وفاة الطفل عطا الله. كما جددوا مطالبتهم لأمانة العاصمة المقدسة بالوقوف على السد، والتحقيق العاجل، ومحاسبة من تسبب في غرق الطفل عطا الله، وإيجاد حل جذري للمشكلة، وحماية الأطفال، وتحسين السد الذي وُضع من أجلنا وحمايتنا من السيول التي تتوسط الحي، ولكن – للأسف - ذلك السد أصبح مقبرة لأطفالنا ولكل من حوله.      ومن جانبه، أوضح أسامة زيتوني، مدير الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة، لـ"سبق" قائلاً إن الأمانة خصصت فريقًا فنيًّا منها للتأكد من قيام المقاولبتوفير وسائل السلامة بالموقع، وحاليًا التحقيقات جارية من قِبل إدارة الدفاع المدني، وفي حال أثبتت التحقيقات خطأ المقاول سيتم تنفيذ النظام، وتطبيق العقوبة المترتبة عليه.      الجدير بالذكر أن الجهة التابع لها المشروع هي (وزارة الشؤون البلدية والقروية - أمانة العاصمة المقدسة -إدارة تنفيذ المشاريع والسيول)، وتم إسناده لإحدى الشركات المنفذة لعمل مشروع شبكات تصريف مياه الأمطار شمال مكة بتاريخ ١٤٣٦/ ٢/ ١٥ هـ، وانتهاء التنفيذ بتاريخ ١٤٣٩/ ٢/ ١٤ هـ، ومدته ٣٦ شهرًا، بمبلغ ٣٩ مليون ريال.

مشاركة :