الدوحة ـ الراية: نظمت جامعة قطر أمس المؤتمر الدولي الأول لمركز اللغة العربية للناطقين بغيرها تحت عنوان "تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها - تحديات الواقع وآفاق المستقبل". حضر حفل الافتتاح الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس الجامعة، والدكتور مازن حسنة نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتورة إيمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم، والعمداء المساعدون بالكلية، ود.عبدالله عبد الرحمن مدير المركز، وأعضاء هيئة التدريس بالمركز وطلبته. تضمن المؤتمر العديد من الأوراق البحثيّة قدمها باحثون من جامعات من مختلف أنحاء العالم مثل السعودية، والإمارات، ومصر، وتركيا، واليابان، والأردن، وبريطانيا، ورومانيا، والمغرب، والهند وغيرها، وتحدّث في المؤتمر متحدثان رئيسيان هما: الأستاذ الدكتور ديفيد ويلمسن، أستاذ كرسي اللغة العربية - رئيس دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى في الجامعة العربية في بيروت، الأستاذ الدكتور مهدي العش جامعة سان دياغو الحكومية - الولايات المتحدة الأمريكية الذي قدّم محاضرة بعنوان: الخروج عن المألوف في بناء برنامج للغة العربية للناطقين بغيرها. يهدف المؤتمر إلى دعم الدور البحثي لمركز اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتحقيق أهدافه في نشر اللغة العربية على نطاق واسع وكذا تعزيز المبادرات الجادّة في مجال تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها والإفادة من أحدث ما توصل إليه في هذا المجال. ودارت محاور المؤتمر حول واقع تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتحديات تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومعايير الكفاءة اللغوية ووسائل تقويمها، وتطوير مناهج وطرق تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتوظيف التقنيات التكنولوجية في تدريس اللعة العربية للناطقين بغيرها. د.حسن الدرهم: شح في دراسات تدريس العربية للناطقين بغيرها قال الدكتور حسن الدرهم رئيس الجامعة: إن الرهان على هذا المؤتمر يكتسب شرعيته من التفاؤل بقدرته على الإسهام الإيجابي في معالجة الشحّ البالغ في الدراسات العلمية المعمقة المعنيّة بمجال تدريس العربية للناطقين بغيرها، ومن دوره في معالجة القصور الواضح في توفير الفعاليات العلمية التي تتيح الفرصة للمتخصصين للاطلاع على أحدث النظريات في مجال تعليم اللغة العربية بوصفها لغة ثانية، وتبادل الخبرات والآراء وتشارك الرؤى حول القضايا المتعلقة بهذا المجال. وتعزيز المبادرات الجادّة في مجال تدريس العربية للأجانب وتبنيها ما سيؤثر تأثيراً فاعلاً في تحسين طرائق تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها وتطوير المناهج والوسائل والأدوات وأساليب تعليمها وغيرها من الأمور التي ترجمها تنوّع محاور المؤتمر، وجودة الأبحاث والأوراق المقدّمة خلاله، والخبرة الكبيرة التي يتمتع بها المتحدثون والمشاركون. وأشار إلى أن النهوض باللغة العربية وتطوير أساليبِ تدريسِها وجَعْلِها مُحببةً للمتعلمينَ هي مسؤوليةٌ كبيرةٌ تحتاج ُإلى تضافرِ الجهودِ من الجميعِ ولكنَّ المسؤوليةَ بالدرجة الأُولَى تَقَع على الباحثين والعاملين في هذا الحقلِ، وتمنى أن تَتَضَافَرَ الجهود في هذا المؤتمرِ لتخرج بنتائجَ مثمرةٍ وبناءة تمكننا من تطوير آليات ومناهج تدريس لغتنا العربية كلغة ثانية وذلك باستثمارِ ما توصلت إليه علوم اللغات الحديثة من أدواتٍ إجرائيةٍ في التحليلِ ومفاهيم َومصطلحاتٍ حديثةٍ في البحثِ والتنظير. د.إيمان مصطفوي: تعزيز رسالة الجامعة لنشر اللغة العربية أكدت الدكتورة إيمان مصطفوي أن المؤتمر الدولي الأول لمركز اللغة العربية للناطقين بغيرها يعكس سعي كلية الآداب والعلوم الحثيث لتعزيز الدور البحثي للكلية من خلال الأنشطة ذات الصلة بمراكزها بهدف إثراء البيئة الأكاديمية من خلال ربطها بالبحوث. وأشارت إلى أن تحويل برنامج اللغة العربية للناطقين بغيرها مؤخراً إلى مركز دولي رائد يقدم خدمات تدريس اللغة العربية الفصحى وتدريب المدرسين لتدريس العربية لغير الناطقين بها جاء توافقاً مع سياسة الدولة ورسالة جامعة قطر في العناية بالتعليم، ونشر اللغة العربية في مختلف بقاع العالم، وكذلك ليتوافق مع دور الجامعة لتعزيز رسالتها القومية في نشر اللغة العربية. وأضافت د.مصطفوي: نحن فخورون بأن المركز استطاع في فترة قصيرة أن يلبّي الحاجة المتزايدة في تعلم اللغة العربية ما يعزّز من مكانة الدولة في التواصل الحضاري والثقافي مع الآخر. وأوضحت أن التضاعف الملحوظ في أعداد المتقدّمين للمركز عاماً بعد عام يدلّ على نجاح المركز في أن يكون وجهة للطلبة الراغبين في تعلم اللغة العربية من مختلف أنحاء العالم حيث يضمّ المركز طلبة من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة السوربون بفرنسا، وجامعة كييف بأوكرانيا، وجامعة بوسان بكوريا الجنوبية، وجامعتي طوكيو وأوساكا باليابان، وجامعة بلغاريا الجديدة، وجامعة اسطنبول بتركيا، وجامعة بيجين بالصين الشعبية، هذا غير الاتفاقيات الأخرى التي تتم مع الكلية والتي تتضمن بنودها إلحاق طلبة من الخارج بالمركز بالإضافة لذلك فإن المركز يستقطب أعداداً متزايدة من الطلاب من الدول الإسلامية. د.عبدالله عبدالرحمن: تأسيس منهاج لتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها بيّن الدكتور عبدالله عبد الرحمن مدير المركز أن حقل تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها عانى من شحّ بالغ في البحوث التنظيرية والتطبيقية التي تعنى بمقاربة الأسس المنهجية للمؤلفات والبرامج المندرجة تحت هذا الحقل وكذلك أساليب التدريس التي يتبعها المعلم وإستراتيجيات التعلم التي يستعين بها لبناء كفايته المعجمية والتواصلية، وهو ما أنتج حالة من حالات الفراغ البحثي التي سمحت باستبدال الخبرة الشخصية بالخبرة الأكاديمية، فظلت مناهج تدريس العربية للناطقين بغيرها مقيّدة بأغلال الرؤى التقليدية بنظرتها السطحية وعدم وعيها بالفروق الجوهرية بين تقديم محتوى تعليمي للدارسين من أبناء اللغة العربية وآخرين لم يسمعوا أصوات هذه اللغة من قبل ولم يعتادوا على بنيتها المورفولوجية والتركيبية ولم يعايشوا بيئتها الاجتماعية. وأضاف: على الرغم مما شهدته مناهج تدريس اللغة العربية للأجانب في العقدين الأخيرين من تطوّر لافت على مستوى المقاربة والأداء خاصة مع الانتقال من المقاربات التي تعتمد على الكفايات التواصلية وطرائق المهام فإن العديد من المناهج وخاصة المتبعة في معظم المراكز العربية لا تزال تعتمد طرقاً تقليدية تنشغل في تدريسها بمعارف لغوية لا تفيد البتة في عملية التواصل مثل الترجمة والنحو وغيرها من الطرق التي تتعامل مع اللغة في شقيها المكتوب والمقروء دون عناية بشقيها المسموع والمتحدث. واستطرد د.عبد الرحمن: إننا مدعوون لتكثيف جهودنا نحو تأسيس منهاج لتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها يفيد مما أنتجته البحوث اللغوية في حقولها المتعدّدة ويضع نصب عينيه طبيعة اللغة التواصلية وهو يحدّد أهدافه بوضوح ويصوغ محتواه بدقة ويؤسس لأنشطته المصاحبة بعيداً عن الأنماط التقليدية بوتيرتها الرتيبة ومظهرها المنفر، دون إغفال عنصر التقويم الذي ينبغي أن يتسم بالشمول المتوازي مع شمولية طرائق التدريس وإستراتيجياته المشدودة إلى هدف أعلى في الانتقال بالطالب من وضعية المستقبل السلبي إلى وضعية المشارك المنتج.
مشاركة :