إسطنبول / الأناضول قال رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول مديرها العام سردار قرة غوز، إن الذكاء الاصطناعي لا يعيد تشكيل مراحل إنتاج المحتوى الإعلامي فحسب، بل يعيد أيضاً تشكيل دقة الصحافة والمعايير الأخلاقية والعلاقة مع الجمهور. جاء ذلك في كلمة له الأربعاء، خلال افتتاح المؤتمر العام الثاني والثلاثين لاتحاد وكالات أنباء البلقان - جنوب شرق أوروبا (ABNA-SE) الذي استضافته الأناضول في مقرها بمدينة إسطنبول تحت شعار "توجيه العلاقة بين الذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام". وأوضح قرة غوز الذي يتولى الرئاسة الدورية لاتحاد وكالات أنباء البلقان، أن وسائل الإعلام باعتبارها ذاكرة جماعية للبشرية تسهم في تشكيل التاريخ، وأن هذا الدور يتم إعادة تشكيله اليوم عبر الذكاء الاصطناعي. وتطرق إلى الشكوك التي تحوم حول الذكاء الاصطناعي، مشددا على وجوب التساؤل حول عمّا إذا كانت الآلات قادرة على فهم التجارب البشرية والقيم الأخلاقية. وشدد على أهمية اتحاد وكالات أنباء البلقان - جنوب شرق أوروبا كونها منصة تجمع بين وكالات أنباء متنوعة من منطقة البلقان وجنوب شرق أوروبا. ولفت إلى أن المنصة تتوسع مع انضمام أعضاء جدد، وأنه ينبغي زيادة التعاون الإعلامي كونه يلعب دوراً مهماً للغاية في تبادل المعلومات. وأوضح قرة غوز أن العاملين بمجال الإعلام حول العالم يشعرون بتأثيرات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد، وأن الأناضول تتابع عن كثب دمج الآلات في إنتاج الأخبار وتقود هذا التغيير. وتابع قائلاً: "بداية هذا العام، قمنا بتوظيف أول مراسل ذكاء اصطناعي لدينا. هذا المراسل، الذي تم تجسيده باستخدام تطبيق "D-id"، يعمل بالتعاون مع مساعدين مثل ChatGPT لإعداد النصوص الإخبارية ودعم العمليات التحريرية لدينا". وأوضح أن مزج التاريخ والفن مع التكنولوجيا الحديثة، أتاح إجراء محادثات افتراضية بين شخصيات تاريخية مثل الجزري من القرن الثاني عشر، وليوناردو دافنشي من القرن الخامس عشر حول الأحداث التاريخية. وأكد أن هذا التحول التكنولوجي الكبير لا يوفر فقط فرصاً جديدة، بل يفرض أيضاً مسؤوليات ويأتي بتحديات أخلاقية يجب مواجهتها بشكل جيد. وأضاف أن المبادئ الأساسية للصحافة وهي "الدقة والحياد والمصداقية" باتت تكتسب أهمية أكبر في عصر التواصل الرقمي السريع. ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي قد لا يلتزم دائماً بمبدأ الحياد، مشيراً بهذا السياق إلى إلغاء نظام توظيف يعتمد على الذكاء الاصطناعي طورته شركة "أمازون" بعد اكتشاف تحيزه المنهجي ضد المرشحات من النساء. وتابع: "تعلمون أن مصور الأناضول مصطفى الخروف كشف للعالم عبر صوره استخدام إسرائيل القنابل الفوسفورية ضد الفلسطينيين في غزة، لكن عندما نسأل الذكاء الاصطناعي عن جرائم الحرب الإسرائيلية، لا نستطيع الحصول على نتائج دقيقة وغير متحيزة". واختتم قرة غوز بالقول، إن وكالة الأناضول تخطط لتقديم أساليب جديدة للصحافة باستخدام التكنولوجيا بشكل فعال ومسؤول. وأكد أن وكالته منفتحة على الشراكات الدولية في مجال التعاون الإعلامي، مضيفا: "أعتقد أننا سنحدد معا الاستراتيجيات التي ستشكل مستقبلنا في تقاطع الإعلام والذكاء الاصطناعي". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :