يشعر بعض مستثمري الأسهم الأمريكية بالقلق من حدوث هبوط ملحوظ في عمليات التداول هذا الشهر، بينما يرى آخرون امكانية في استمرار هذا الاتجاه إلى أخر عام 2024، بسبب التغيرات النقدية والاقتصادية الحادة المتوقعة في الاقتصاد الأمريكي، إضافة إلى الأحدث الجيوسياسية العالمية، وفق صحيفة بارون الأمريكية. تقلبات الأسهم في سبتمبر يمثل شهر سبتمبر لدى البعض وقتًا بائسًا للأسهم الأمريكية وحديثهم حول ذلك لا يأتي من فراغ، فمع إلقاء نظرة على متوسط الأداء الشهري للمؤشرات الرئيسية يتضح ذلك. شهد شهر سبتمبر خلال سنوات عدة أحداث من التراجعات بما في ذلك الركود بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والبيع المكثف الذي أثارته الأزمة المالية بين عامي 2008-2009. اقرأ ايضاً: سوق الأسهم الأمريكية مؤهلة للارتفاع في نهاية 2024 بعد تقلبات لكن وللمفارقة لم تكن البيانات سيئة دائمًا في سنوات الانتخابات الرئاسية الأمريكية. "عقدة سبتمبر" لدى مستثمري الأسهم يزعم بعض المحللين أن المتداولين عادة ما يكونون في حالة من الإحباط بعد عودتهم من إجازاتهم الصيفية ويستغلون بداية الخريف كفرصة لإعادة تقييم حالة محافظهم الاستثمارية. كما أن سبتمبر يعد هذا الوقت من العام الذي تبدأ فيه الشركات في التفكير في بيانات أرباحها وخسائرها السنوية ما يعني وجود حافز أكبر لبيع بعض الأصول ذات الأداء الأفضل. توقعات متناقضة للأسهم وعلى النقيض من ذلك، يشعر بعض المستثمرين الآخرين بتفاؤل حيث تتجه الأسهم إلى الارتفاع بعد شهر أغسطس القوي بعدما خففت مجموعة من البيانات الاقتصادية الأقوى من المتوقع من المخاوف بشأن صحة سوق العمل في الولايات المتحدة. اقرأ أيضاً: مستثمرو الأسهم الأمريكية يستقبلون سبتمبر بمشاعر مختلطة ومن المتوقع أيضا أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أربع سنوات عندما يختتم اجتماعه المقبل في 18 سبتمبر وهو ما قد يعزز كل من الأسهم والسندات. ولكن هذا لا يعني أن السوق تستطيع أن تتجاهل تاريخاً يمتد لأكثر من مائة عام فهناك الكثير من الأسباب التي تقود إلى الاعتقاد أن هذا قد يكون سبتمبر كئيباً آخر. أسهم "إنفيديا".. ناقوس خطر محتمل وفقًا لكبير الاقتصاديين في شركة "إيه دي إم إنفيستور سيرفيس" مارك أوستوالد فإن أحدث أرباح شركة "إنفيديا" تشكل علامة تحذير محتملة. فقد تفوقت شركة تصنيع الرقائق على توقعات أرباح وإيرادات وول ستريت لكنها أصدرت توجيهات مبيعات مخيبة للآمال وهو ما أعطى المستثمرين سبباً للتساؤل عن المدة التي يمكن أن يستمر فيها ارتفاع الطلب على منتجات الذكاء الاصطناعي. فقاعة في تقييمات الأسهم تمكنت المؤشرات من التخلص من خيبة الأمل حتى الآن ولكن أي علامات أخرى على التباطؤ قد تثير تساؤلات حول ما إذا كان الارتفاع الذي غذته أسهم الذكاء الاصطناعي قد جعل قيمة السوق بأكمله مبالغا في قيمته. "لا مفر من هبوط سبتمبر" وفي مقابلة أجريت معه مؤخرا، قال أوستوالد لصحيفة بارون :"لست مقتنعا بأننا نستطيع الإفلات من هبوط سبتمبر هذا العام حيث تُظهِر النتائج وجود الكثير من الاختلالات في السوق قبل أول خفض لأسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي". بيانات اقتصادية حاسمة كما أن تقرير الوظائف لشهر أغسطس الذي من المقرر صدوره في السادس من سبتمبر الجاري قد يشعل موجة بيع. قبل أقل من شهر، هبطت الأسهم بشكل حاد بعد أن جاء عدد الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو أقل من المتوقع ومن شأن المزيد من البيانات الضعيفة أن تثير تساؤلات حول فكرة أن الاقتصاد الأمريكي لا يتجه نحو ما يسمى بالركود بل إلى الهبوط الناعم. مصادر أخرى محتملة لعدم اليقين هناك مصادر أخرى محتملة لعدم اليقين بما في ذلك المواجهة الوشيكة في الانتخابات الرئاسية بين كامالا هاريس و دونالد ترامب والتهديد المستمر بتحول الأزمة في الشرق الأوسط قد إلى صراع شامل. أداء الذهب والدولار لم يكن أداء الذهب والدولار ــ وهما أصلان يُنظر إليهما تقليديا على أنهما ملاذان آمنان ــ سيئا في سبتمبر،وقد يحدث هذا مرة أخرى في عام 2024 إذا اعتقد المستثمرون أن العوامل السياسية في الداخل والخارج ستؤدي إلى ارتفاع حاد في التقلبات. خلاصة الأمر، كما يراها المراقب جورج جلوفر بأنه مع شهر سبتمبر يبدأ موسم جديد فقد تشهد سوق الأوراق المالية هبوطًا آخر أو لا يحدث ذلك على الإطلاق.
مشاركة :