سلطان بن سلمان: الأمم تاريخ وحضارة وتطورنا يكمن في ارتباطنا بأرضنا

  • 5/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الأمم ليست اقتصادا أو تنمية فقط، بل هي تاريخ وحضارة، والمواطن يجب أن يعيش وطنه من خلال ارتباطه بتاريخ وتراث وطنه. وحذر من خطورة تفريغ المواطن الخليجي من انتمائه لعقيدته وقيمه وارتباطه بتاريخه وحضاراته وأرضه، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز دائما ما يؤكد أننا "عرب ومسلمون" وعزتنا ترتبط بمقدار انتمائنا لتاريخنا وهويتنا. وأضاف خلال كلمته، في "ملتقى تنمية المهارات القيادية للطلبة في الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج البارحة الأولى، أن المواطنة مفهوم أهم وسابق للوطنية ودون تعزيز هذه الروح في نفوس الأفراد لن نصل إلى ارتباط المواطنين ببلادهم، والتعرف على مناطق المملكة وتاريخها قضية أعمق من مجرد السياحة أو الاقتصاد على الرغم من أهميتها الكبيرة ولها أبعادها الوطنية والأمنية. ولفت إلى أن خادم الحرمين الشريفين اهتم بالتاريخ ليس كمؤرخ بل كمواطن ومهتم، وهو يرى أنه لا يمكن للمواطن أن ينتمي لوطنه دون أن يعرف تاريخه وقيمه وإسهامات مواطنيه وقصص الأماكن ويستمتع به، وقد أكد يحفظه الله في اجتماع مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز قبل نحو شهرين أهمية ربط المواطنين، خاصة الشباب بتراثهم وتاريخهم، وأهمية تهيئة هذه المواقع للزيارة. وأشار في اللقاء الذي حضره الدكتور علي بن عبد الخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، وأداره الإعلامي الإماراتي الدكتور خليفة السويدي، إلى أن التواصل مع المواطنين والالتقاء والاختلاط بهم هو نهج اختطه الملك المؤسس وتبعه فيه أبناؤه، وقال: "أنا حريص كل الحرص على ألا يمر يوم إلا وألتقي فيه بالمواطنين من جميع الأجيال وفي كل المناطق وهو التزام تعلمته من والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله الذي غرس فينا التواصل مع المواطنين والاستماع لهم، ولا يمكن للمسؤول أن يبقى بمعزل أو على اتصال بدائرة صغيرة، وهذا ما تعلمناه من الملك سلمان وتمثله قادة هذه البلاد منذ القدم، ونلتزم به ونعمل وفقا له كل يوم". ونوه في حديثه للمشاركين في الملتقى من طلبة وطالبات دول مجلس التعاون، إلى أن التحولات الاقتصادية ومواكبة مستجدات العصر والتعامل مع تحدياته وتذليل الصعاب هو قدر هذه البلاد والجزيرة العربية منذ الأزل وتأكد ذلك في وقت الدولة السعودية الحديثة التي مرت بمراحل ملحمية وتطويرية. وأكد أن الانفراد بالقيادة لم يكن يوما مناسبا لطبيعة هذه المنطقة ولم يكن يوما من مبادئ هذه الدولة والملك المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه قال أنه قوي بالله ثم بشعبه، ولم ينقل عنه يوما أنه قال إنه وحد هذه البلاد منفردا بل دائما ما يؤكد أن كل مواطن أسهم في تأسيس وتوحيد هذه البلاد. وأضاف: "الملك عبد العزيز كان يتجول ويقابل المواطنين ويسمع منهم، وهناك موضوع منشور في صحيفة "أم القرى" عن أول دعوة للحوار وجهها الملك عبد العزيز مع أطياف المجتمع وشارك رحمه الله في هذا اللقاء الذي امتد لثلاثة أيام يستمع من المواطنين ويناقشهم وهذا هو النهج الذي سارت عليه هذه الدولة، والملك سلمان اليوم هو خير من يحمل هذا اللواء، إذ عرف عبر مسيرته القيادية بانفتاحه على المواطنين ومقابلتهم منذ أن تولى إمارة الرياض حتى يومنا هذا، وهو ما جعله نموذجا للقائد المنفتح على مواطنيه المستمد لقوته بالله ثم بهم" واعتبر أن من أبرز ما تميزت به دول الخليج اهتمامها بالمواطن وإشراكه في التطوير والتغيير، مضيفا: "أنا مؤمن بالعمل والتغيير من الأعلى إلى الأسفل أي من المواطن الذي هو الأعلى إلى المسؤول". وبين: "نحن الآن نمر في هذه المنطقة بفترة تاريخية بكل أبعادها، فترة ننتقل فيها من حال إلى حال ونحاط فيها بتحديات كبيرة جدا أمنية وسياسية واقتصادية، ولكني دائما أقول إننا سكان الجزيرة العربية لدينا قدرة وراثية وجينية في مواجهة هذه التحديات بجمع الشمل وتلاحم القادة والمواطنين والتمسك بالدين الإسلامي والقيم العربية الأصيلة". مؤكدا أن السبب الرئيس لاستقرار هذه الدول تمسكها بدينها، ومحافظتها على قيمها، وقال إنه يعتز ويحرص دائما على مشورة علماء الدين والمشايخ، مؤكدا أن هذا النهج تلتزم به مؤسسات الدولة، فنحن في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لا نقوم بأي عمل إلا بالتشاور مع أصحاب الفضيلة المشايخ والتأكد من اتفاق ما نقدم عليه مع المبادئ الحقة لديننا الإسلامي. وأبرز في إجابة عن سؤال لإحدى الطالبات الدور الرئيس والمهم للمرأة في قيام المملكة وتوحدها، وما تعيشه من نهضة واستقرار. يذكر أن الملتقى الخليجي الأول لتنمية المهارات القيادية للطلبة الذي بدأ يوم أمس الأول السبت في المقر الرئيسي لمكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض يهدف إلى تنمية المهارات القيادية لدى طلاب وطالبات التعليم العام في الدول الأعضاء.

مشاركة :