بعد قرابة شهرين على الانتخابات التشريعية الفرنسية التي أفرزت واقعًا سياسيًا معقدًا، كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، شخصية يمينية تحظى بشعبية بين الفرنسيين ولا تسبب إزعاجًا لليسار، وهو وزير الخارجية السابق ومفاوض الاتحاد الأوروبي السابق في ملف بريكست، ميشال بارنييه، بتشكيل الحكومة الفرنسية المقبلة. تشكيل حكومة جامعة ويعكف «بارنييه» على تشكيل حكومة جامعة في محاولة لإخراج البلاد من المأزق السياسي الذي غرقت فيه منذ الانتخابات التشريعية. ويدرك المفوض الأوروبي السابق، البالغ 73 عامًا، والذي يستقبله الرئيس ماكرون اليوم الجمعة، أن عليه إيجاد التوازنات الضرورية لكي لا يسقط عند أول مذكرة حجب ثقة في الجمعية الوطنية المشرذمة. وتفيد أوساط المقربين منه بأنه أجرى الكثير من الاتصالات الهاتفية قبل توليه مهامه، شملت خصوصًا مسؤولين في اليمين، ورئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي، ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ. ومن المقرر أن يستقبل اليوم مسؤولي حزب الجمهوريين اليميني الذي ينتمي إليه، للبحث في شروط المشاركة في حكومته المقبلة. أولويات رئيس الوزراء الجديد وأكدت أوساطه، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أنه تم الاتصال أيضًا ببعض الشخصيات اليسارية، وستُجرى اتصالات أخرى تشمل أيضًا حركة فرنسا الأبية اليسارية الراديكالية «لأنه يريد أن يجمع وأن يحترم الجميع». وقال ميشال بارنييه : «ينبغي قدر المستطاع رفع التحديات والاستجابة للغضب والمعاناة والشعور بالإهمال والظلم»، ذاكرا من بين أولوياته التعليم المدرسي، والأمن، والهجرة، والعمل، والقدرة الشرائية. ووعد كذلك «بقول الحقيقة حول الدين المالي والبيئي لفرنسا». ويتمتع بارنييه بخبرة واسعة في فرنسا والاتحاد الأوروبي ويعرف عنه أنه وسيط مخضرم، إذ كان كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي خلال مرحلة مغادرة المملكة المتحدة للتكتل القاري. وقبل ذلك تولى مناصب وزارية عدة اعتبارًا من العام 1993، خصوصًا في عهدي الرئيسين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي. وينبغي على رئيس الوزراء الجديد أن يظهر كل خصاله الدبلوماسية ليتمكن من تشكيل حكومة قادرة على الإفلات من مذكرات حجب الثقة في البرلمان وإنهاء أخطر أزمة سياسية في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة. وأعلن التجمع الوطني اليميني المتطرف من الآن أنه «لن يشارك» في حكومة بارنييه، و«وضع شروطًا» في وقت يشكل فيه نوابه الـ126 بيضة القبان في حال التصويت على حجب الثقة. إنكار الديمقراطية وكان اليسار الفرنسي، الذي يعتبر القوة الأكبر في الجمعية الوطنية، يطالب بمنصب رئيس الوزراء، منددا «برئيس وزراء عُيّن بإذن» من اليمين المتطرف. وندد زعيم الاشتراكيين، أوليفيه فور، عبر منصة «إكس»، بـ«وصول إنكار الديمقراطية إلى الذروة»، فيما حل حزب الجمهوريين اليميني الذي ينتمي إليه بارنييه في المرتبة الرابعة في الانتخابات التشريعية. وأكد «أوليفيه» أنه على ثقة من أن «ما من شخصية» في الحزب ستنضم إلى حكومة ميشال بارنييه، مشددًا على أن هذا الأخير سيكون موضع مذكرة حجب ثقة فورية من جانب اليسار. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :