وعُقد هذا الاجتماع على هامش منتدى "البيت الأوروبي-أمبروسيتي" الاقتصادي الذي بدأ الجمعة على ضفاف بحيرة كومو، وشارك فيه أيضا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان. وقالت ميلوني أمام المنتدى، وهو بمثابة نسخة مصغّرة من منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، "يجب ألا نستسلم!" مخاطِبة حلفاء كييف والرأي العام "القلِق بشكل مشروع من الحرب". وعلى رغم تكرار الحكومات الغربية ثبات تضامنها مع أوكرانيا، يواجه العديد منها رأيا عاما منقسما حيال الحرب التي اندلعت قبل أكثر من عامين. وحذرت ميلوني من أن التخلّي عن أوكرانيا "لن يجلب السلام، بل الفوضى" وعواقب اقتصادية "أكثر خطورة ممّا يكلّفه دعم أوكرانيا اليوم". وقالت إنّ مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في مواجهة جارتها القوية وفّر الظروف لبلوغ الحرب "طريقا مسدودا" ممّا يمهّد لإجراء محادثات سلام. وخلال اللقاء مع زيلينسكي، سلّطت ميلوني الضوء على "الالتزام المستمر بالدفاع المشروع عن أوكرانيا وبسلام عادل ودائم". "سلام عادل" من جهته، قال زيلينسكي على منصة إكس بعد اللقاء مع ميلوني "أشكر جورجيا والشعب الإيطالي على دعمهم وجهودهم المشتركة في سبيل استعادة السلام العادل". وكان الرئيس الأوكراني وصل إلى إيطاليا الجمعة بعد ساعات من مطالبته بمنح بلاده "المزيد من الأسلحة" خلال اجتماع لحلفاء بلاده في قاعدة رامشتاين الأميركية في غرب ألمانيا. وتطالب كييف الدول الغربية بالسماح لها باستخدام الأسلحة التي تدعمها بها، لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، مثل القواعد العسكرية التي تقلع منها الطائرات لاستهداف أراضيها. الا أن الدول الأوروبية تجيز لأوكرانيا الى الآن استهداف مناطق روسية قريبة من الحدود حصرا. وتدعم إيطاليا العقوبات على موسكو كما تزوّد كييف بالأسلحة، ولكنها تعارض استخدامها خارج الأراضي الأوكرانية، على عكس معظم الدول الأوروبية. ويهدف اللقاء بين ميلوني وزيلينسكي إلى طمأنة أوكرانيا بشأن دعم إيطاليا الثابت في وقت يعارض أحد شركاء الائتلاف الحكومي في روما بين اليمين واليمين المتطرف بشدّة الهجوم الذي تشنّه القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الحدودية الروسية. وردا على سؤال بشأن هذا التردد خلال مقابلة مع وسائل إعلام إيطالية، أكد زيلينسكي السبت أن العلاقات مع روما لا تواجه أي مشكلة، مضيفا أنّه "يستعد لمؤتمر إعادة الإعمار" المقرّر عقده في سنة 2025 في إيطاليا. وقال "من خلال مؤتمرات بشأن إعادة الإعمار واتفاقات ملموسة، نعزز الاقتصاد ونقترب من نهاية الحرب". غير أنّه أضاف أنّه من أجل الوصول إلى هذا الهدف، سيكون على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "يقوم بالخطوات الأولى... لأنّه هو من بدأ الحرب"، مشيرا إلى أنّه "يجب أن يوقف عمليات القصف ويُظهر للعالم أنّه يريد أن يضع حدّا للحرب". لا وقف لإطلاق النار وكرّر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المعارض للمساعدات الغربية لأوكرانيا والمقرّب من الكرملين، الجمعة دعواته لوقف إطلاق النار، الأمر الذي رفضه زيلينسكي. وأظهر أوربان انفتاحا على لقاء محتمل مع الرئيس الأوكراني في تشيرنوبيو، ولكن لم يتم عقد أي اجتماع. وقال زيلينسكي ردا على دعوة أوربان "يتحدث الكثير من الأشخاص عن وقف لإطلاق النار في الوقت الحالي"، لافتا الى أن بوتين لم يفِ أبدا بالتزاماته في هذا الإطار. وأشار إلى أنّه في كلّ مرة "كانوا يبدأون في قتلنا على خط التماس". وتابع خلال مقابلة مع وسائل إعلام إيطالية قبل مغادرة تشيرنوبيو "لا يمكننا قبول إنذارات نهائية بشأن التنازل عن 30 في المئة من أراضينا وسكّاننا والعفو عن المجازر".
مشاركة :