الساعات على الشاشة مبكرة بساعة واحدة عن الوقت الحقيقي. فقد كانت التاسعة وثمانية وثلاثين دقيقة مساء الاربعاء عندما اهتزت جدران مستشفى القدس بسبب انفجار في مكان قريب. بعض الناس يتجهون إلى الطابق السفلي متوقعين وصول الضحايا. ولكن تبين أنهم على خطأ. لا أحد ممن تراه هنا لديه أي فكرة أن هذا المستشفى على بعد ثوان فقط من أن يصبح هدفا للتفجير بحد ذاته. فاختيار مكان لاتجاههم، لليمين أو لليسار، للأعلى أو للأسفل هو الذي سيحدد مصيرهم. الرجل الذي يرتدي اللون الأخضر هو الدكتور محمد معاذ ... ترك وحدة العناية المشددة في هذه اللقطة. عمره 36 سنة وهو آخر طبيب للأطفال في حلب. كان يداوم خلال النهار في مستشفى آخر، ويأتي إلى هنا في الليل. هو أعزب ووحيد بعد أن فر والداه إلى تركيا. وكان يتطلع إلى زيارتهم بعد أيام قليلة. في تمام الساعة التاسعة واثنين وأربعين دقيقة ضربت المستشفى. هذا هو ذات الانفجار ولكن من كاميرا مختلفة. بعد دقائق من صفاء الجو من الغبار، بدأ الناجون بالظهور. وهذه صورة شبحية لممرضة تحمل طفلاً أو طفلة من قسم الولادة. المدنيون يتجولون في حالة ذهول، وهم يأخذون مهام الممرضين الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح. والدكتور معاذ قُتل. كما قتل خمسون آخرون من الممرضات والمرضى والزوار. بينما ينقشع الدخان عن الطريق في الخارج، ترى حقلاً من الأنقاض. منذ ذلك الحين تم ضرب اثنتين من مستشفيات حلب ومرفق التخزين الطبي الوحيد في المدينة. في هذه الحالة لا يمكن لهذه الكاميرات الأربع سوى أن تتحمل تهمة الشاهد الصامت
مشاركة :