في مركز تسوية أوضاع المخالفين بالعوير وقفت الفلبينية ريا مرددة: شكراً الإمارات.. شكراً قيادة الإمارات.. شكراً دبي.. سوف أرى أبنائي الذين تركتهم أطفالاً قبل 20 عاماً، سوف أرى وطني الفلبين بعد غياب دام عقدين.. لقد أنجزت إجراءات المغادرة بعد إعفائي من الغرامات التي تراكمت بسبب مخالفتي نظام الإقامة طيلة السنوات السبع الماضية.. سوف أعود لوطني تاركة الإمارات التي قضيت فيها أجمل أيام حياتي. الدموع كانت تغالب ريا، وهي تعبر عن فرحتها بحصولها على تصريح مغادرة الدولة، وتنهيداتها كانت متسارعة وهي تسرد تفاصيل قصتها التي تعد واحدة من مئات أو ربما آلاف القصص الإنسانية التي تدور تفاصيلها في مراكز تسوية أوضاع المخالفين بالدولة. بدأت ريا حديثها مستذكرة طفليها اللذين تركتهما في عمري الخامسة والسابعة في بلدها قبل عشرين عاماً، واللذين لم تتمكن من العودة لهما طوال هذه الفترة بسبب حرصها على العمل وضمان توفير الحياة الكريمة لها ولأسرتها، حيث كانت تكافح جاهدة في توفير المال لإنفاقه في رعايتهما. مضى الحال بريا وهي تؤجل العودة لوطنها ولقاء طفليها وعائلتها عاماً بعد آخر، ولم تكن مدركة أن ذلك اللقاء سوف يطول بعد 13 عاماً من إقامتها في الدولة بصورة نظامية لسبعة أعوام أخرى بسبب مخالفتها لنظام الإقامة في الدولة لظروف ألمت بها، حيث تراكمت عليها الغرامات المالية بمبالغ كبيرة عجزت عن سدادها. منع الخوف والقلق من الغرامات المالية التي تراكمت على ريا من تسوية وضعها في المهلة التي أعلنت عنها الدولة في 2018، لذلك عندما سمعت عن المهلة الحالية التي أعلن عنها مؤخراً في يوليو الماضي عقدت عزمها واستجمعت قواها للذهاب إلى مركز تسوية أوضاع المخالفين بالعوير، وبعد تردد وبخطوات متثاقلة توجهت إلى القسم الذي خصصته الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي لتسوية أوضاع المخالفين من النساء، وتقدمت بطلب مغادرة الدولة وهي في حالة ذهول من سهولة الإجراءات التي كانت تتم بكل مرونة، وفي دقائق معدودة زف إليها خبر استيفائها الشروط، وأنها سوف تتمكن من المغادرة بعد صدور تصريح المغادرة الذي يستغرق بحد أقصى 48 ساعة. شعرت ريا بفرحة كبيرة لدرجة أنها لم تصدق ما سمعته، فكيف تنتهي معاناتها التي استمرت 7 سنوات في دقائق قليلة، وكيف تعفى من غرامات مالية كبيرة تسببت بها، وكيف أصبحت على بعد ساعات أو أيام قليلة من معانقة ابنيها اللذين تركتهما طفلين قبل عشرين عاماً، كل تلك الإجابات استوعبتها ريا بعد نوبة بكاء دخلت فيها فرحةً بالأمل والحلم الذي حققته لها دولة الخير، التي منحت مخالفي نظام الإقامة بلا استثناء فرصة لبدء حياة مستقرة وتعديل أوضاعهم أو مغادرة الدولة مع السماح لهم بالعودة مجدداً. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :