وقال الهمص (44 عاما) "آمل أن تنقل الصور التي نلتقطها رسالة الى العالم مفادها أن هذه الحرب والمعاناة الناتجة عنها يجب أن تنتهي"، وذلك في حوار عبر الفيديو مع المدير المؤسس للمهرجان جان-فرانسوا لوروا، تم بثّه خلال تقديم الجائزة. ولم يتمكن الهمص الذي غادر غزة قبل أشهر مع عائلته، من الحضور الى بربينيان لتسلّم جائزته بسبب تأخر إصدار تأشيرة الدخول. لكنه من المفترض أن يزور فرنسا خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما أكد المعاون في رئاسة تحرير وكالة فرانس برس ستيفان آرنو الذي تسلّم الجائزة نيابة عنه. وتضمنت قائمة المرشحين للجائزة الذهبية زيف كورين عن تغطيته لهجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي شكّل شرارة اندلاع الحرب، وكورونتان فوهلن لريبورتاج عن سطوة العصابات في هايتي، وجون مور لتغطيته الحرب على تجارة المخدرات في الإكوادور. لم يتوقف محمود الهمص الذي يعمل في الأراضي الفلسطينية لصالح وكالة فرانس برس منذ 21 عاما، عن توثيق الحرب التي اندلعت إثر هجوم حركة حماس على إسرائيل، رغم القصف وخطر الاستهداف والموت. وقال الهمص "أمضيت طفولتي في غزة. وخلال 23 عاما من التصوير الصحافي، عايشت كل الحروب وكل النزاعات". وأضاف "لكن هذه الحرب مختلفة وغير مسبوقة منذ اليوم الأول". وتابع "واجهت مع زملائي موقفا معقّدا للغاية، من دون أي خطوط حمراء أو حماية لأحد. استُهدفت مكاتب صحافيين يفترض أن يُحيّدوا في زمن الحرب". وقال الهمص "قُتل العديد من الصحافيين وأصيب آخرون. فقدتُ شخصيا العديد من الأصدقاء والأحباء. ولكننا كافحنا للحفاظ على سلامة عائلاتنا. وعلى الرغم من الخطر الدائم، واصلت تغطية النزاع لأنها رسالتي، الرسالة التي اخترتها عندما اخترت الصحافة كمهنة". وأضاف الصحافي الذي غادر قطاع غزة مع عائلته في شباط/فبراير، "حافظت على هدوئي من أجل عائلتي ومن أجل إنجاز مهمتي حتى اللحظة الأخيرة. وآمل أن تنقل الصور التي نلتقطها رسالة الى العالم مفادها أن هذه الحرب والمعاناة الناتجة عنها يجب أن تنتهي". - "عمل استثنائي" - وقال نائب مدير الأخبار في وكالة فرانس برس إيريك بَرادا، المسؤول عن قسم التصوير، "قام محمود وزملاؤه الصحافيون والمصوّرون في وكالة فرانس برس في قطاع غزة بعمل استثنائي على جميع الأصعدة رغم الظروف التي عاشوها مع عائلاتهم وأحبائهم. إنه عمل مذهل من كل النواحي، ويصعب تصديقه. وستبقى شهاداتهم للتاريخ". بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، اعتمدت وكالة فرانس برس على الصحافيين العاملين في مكتبها في غزة لتغطية الحرب انطلاقا من القطاع الفلسطيني المحاصر. في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، تعرض مبنى مكتب الوكالة، الذي كان قد أخلي قبل بضعة أيام، لضربة من المرجح أن مصدرها نيران دبابة إسرائيلية، وفقا لتحقيق أجرته الوكالة وعدد من وسائل الإعلام الدولية. وتمكّن موظفو الوكالة وأسرهم من مغادرة قطاع غزة بعد أشهر. وتواصل الوكالة تغطية الحرب مع صحافيين فلسطينيين آخرين، بالتنسيق مع مكتب القدس الذي يعمل بلا هوادة منذ بداية الحرب. تخرّج المصور الصحافي محمود الهمص من قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية في غزة. انضم إلى وكالة فرانس برس عام 2003، وقام بتغطية الأخبار اليومية في قطاع غزة منذ ذلك الحين. كما قام بمهام صحافية في ليبيا ومصر. غادر محمود الهمص مدينة رفح في شباط/فبراير 2024 مع عائلته، ويعمل منذ ذلك الحين مع فرانس برس في قطر. وسبق لمحمود الهمص أن فاز بجوائز عدة منها الجائزة الأولى في فئة "القصة الإخبارية" لتغطيته غزة في الدورة العاشرة لجوائز إسطنبول للصور (التي نظمتها وكالة أنباء الأناضول) في نيسان/أبريل 2024. كما نال الجائزة الأولى لمراسلي الحرب في الدورة الخامسة والعشرين من جوائز بايو - كالفادوس عن صورة للمتظاهر الفلسطيني صابر الأشقر وهو يرشق حجارة خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية خلال "مسيرة العودة الكبرى" على طول الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة شرق مدينة غزة في العام 2018. كما حصلت هذه الصورة على جائزة "فارين" الدولية للصورة في كانون الأول/ديسمبر 2018. وهذه هي الجائزة الذهبية الخامسة من مهرجان "فيزا بور ليماج" التي تحصل عليها وكالة فرانس برس.
مشاركة :