يتواجه دونالد ترامب وكامالا هاريس للمرة الأولى أمام ملايين الأميركيين غداً الثلاثاء في مناظرة تلفزيونية قد تكون الوحيدة قبل الانتخابات الرئاسية. وقبل أقل من شهرين من يوم التصويت، يتواجه المتنافسان على قناة «إيه بي سي» في حدث مرتقب بشدة بعد الأداء المخيب للرئيس جو بايدن في مناظرته مع ترامب في 27 يونيو والذي كان من أسباب دفعه إلى الانسحاب وترشيح نائبته. ورغم اختلاف تحضيرات كامالا هاريس، ودونالد ترامب، للمناظرة المرتقبة في فيلادلفيا، إلا أن كليهما يتفقان على أنها ستكون «حاسمة» لتشكيل صورتهما السياسية عند ملايين الناخبين المترددين قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر المقبل، وذلك بحسب ما نقلت «نيويورك تايمز» عن نحو 20 شخصاً مقرباً من المرشحين. وأشارت الصحيفة إلى أن هاريس «تعتكف» منذ 5 أيام في أحد فنادق مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، حيث تُجري تدريبات مكثفة على المناظرة استعداداً لمواجهة الثلاثاء. وجهّز فريق المرشحة الديمقراطية مسرحاً وإضاءة تُحاكي أجواء البث التلفزيوني، فيما ارتدى أحد المستشارين بدلة واسعة وربطة عنق طويلة، متقمصاً شخصية ترامب. في المقابل، اعتمدت تحضيرات ترامب على أسلوب أكثر ارتجالية، إذ وصف فريقه هذه الجلسات التحضيرية بأنها «وقت السياسة» بدلاً من مجرد التحضير لمناظرة. ولم يؤدِ أحد دور هاريس، وفي بعض الأحيان، يجلس مساعدو ترامب على طاولة طويلة مقابلة له، ويتبادلون الأسئلة، وأحياناً أخرى يجلس بالقرب منهم. وذكرت «نيويورك تايمز»، أن أولوية هاريس تتمثل في «إثارة عدوانية ترامب»، إضافة إلى تقديم نفسها بشكل هادئ يعكس صورة رئاسية. من جانبها، قالت هيلاري كلينتون، وهي آخر امرأة واجهت ترامب في مناظرة، خلال مقابلة الخميس الماضي: «يجب ألا تُستفز، بل عليها استفزازه». وفي هذه النقطة تحديداً، يعي مستشارو ترامب، وفقاً للصحيفة، تماماً خطورة ظهوره بصورة عدوانية مفرطة، كما حدث في مناظرته الأولى «الكارثية» مع الرئيس بايدن في انتخابات 2020. كما شدد المستشارون أيضاً على ضرورة تبني ترامب شخصية «ترامب السعيد» خلال المناظرة، بدلاً من «ترامب العدواني»، مع التركيز على تقديم حجج سياسية ضد هاريس، بحسب أحد الحلفاء المقربين. وقالت «نيويورك تايمز»، إن فريق ترامب يسعى إلى هدف واضح في المناظرة، وهو دفع هاريس لتحمل مسؤولية شراكتها مع الرئيس بايدن، وتحمل المسؤولية عن الفترات التي شعر فيها الناخبون بعدم الرضا خلال رئاسته. وفي المقابل، أوضحت هاريس كيف تخطط لمهاجمة ترامب. وعلى عكس بايدن، لا تركز بشكل كامل على تصوير الرئيس السابق كتهديد جوهري للديمقراطية الأميركية، بل ستحاول تقليص أهميته من خلال تصويره كشخصية قديمة ومستهلكة تكرر نفس الأساليب المملّة. كما تسعى لتصوير مرشح الحزب الجمهوري كغني يهتم فقط بمساعدة الأثرياء الآخرين، وهي استراتيجية هجوم شعبوية تتلقى صدى إيجابياً لدى الناخبين في مجموعات التركيز. وتُدرك هاريس ومستشاروها أن المناظرة تُشكل فرصة حاسمة لتشكيل صورتها السياسية، وتحديد هويتها قبل أن يتمكن ترامب من فعل ذلك. ورأت «نيويورك تايمز» أن هاريس تواجه تحدياً يتمثل في أن ترامب الذي ناظر بايدن في يونيو الماضي، خاض مناظرات مؤخراً أكثر منها، معتبرةً أن نائبة الرئيس يجب أن تتغلب على نقص الخبرة، مع توقع كيف سيكون الأمر عندما تقف على بُعد أقدام من شخص لم تقابله من قبل، لكنه هاجم سياساتها وماضيها السياسي وحتى هويتها العرقية، كما أشارت الصحيفة إلى استعداد هاريس لمواجهة هجمات تتعلق بعرقها وعلاقاتها السياسية والشخصية. ويقول تشارلز باومان الخبير السياسي الأميركي في تصريحات لـ«الاتحاد» إن للظهور الإعلامي المتكرر لترامب فوائد من عدة جوانب أهمها أن يكون دائم الحضور في وسائل الإعلام، حيث يعني ذلك أن وجهه يظهر على التلفاز وعلى الهواتف يومياً وهذا يمنحه فرصة مستمرة لتعزيز تواجده. ويقول تشارلز باومان الخبير السياسي الأميركي في تصريحات لـ«الاتحاد» إن للظهور الإعلامي المتكرر لترامب عدة جوانب حيث من المفيد بشكل عام أن يكون دائماً حاضراً في وسائل الإعلام، حيث يعني ذلك أن وجهه يظهر على التلفاز وعلى الهواتف يومياً وهذا يمنحه فرصة مستمرة لتعزيز تواجده. لكن الأهم -من وجهة نظر باومان- هو رسالة ترامب الإعلامية، فإذا التزم بالرسالة التي طوّرها فريقه بناء على البحث واستطلاعات الرأي، حينها يمكن أن تكون هذه الاستراتيجية مفيدة بشكل استثنائي، خاصة خلال المناظرة المرتقبة غداً.
مشاركة :