تتجه إسبانيا إلى إقامة انتخابات تشريعية جديدة في الـ26 من حزيران/ يونيو المقبل بعد فشل التشكيلات السياسية الأربعة التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة في تشكيل حكومة ائتلاف. الانتخابات الأخيرة وسمت بخسارة حزب الشعب اليميني التقليدي أغلبيته البرلمانية وظهور تيارات جديدة يرأسها الشباب. ماريانو راخوي، رئيس الوزراء الإسباني المنتهية ولايته انتقد رفض الأحزاب تشكيل ائتلاف مع حزبه : ماجرى خلال الأشهر الأربعة الماضية لايمكن تكراره. لأن المقاطعة ليست أمراً حسناً للديمقراطية. وقد تعرض حزبنا حزب الشعب إلى المقاطعة. لذا آمل أن يسود الحس السليم ويتصرف الجميع بتعقل. الحزبان اليساريان في البرلمان المتمثلان بالاشتراكيين بزعامة بيردو سانشيز و حزب أقصى اليمين بوديموس بزاعمة بابلو إغليسياس، لم يتوصلا إلى توافق بسبب التباعد في الأفكار والرفض القاطع لدى إغليسياس للقبول بإجراءات التقشف. وفشلت محاولات التقارب بين الاشتراكيين والليبراليين الذين دخلوا حديثاً إلى المشهد السياسي الإسباني، لعدم استيفائهم العدد المطلوب من المقاعد لتشكيل الحكومة. بعض المراقبين يخشون من أن الانتخابات المقبلة ستفرز تشكيلة شبيهة لما هو موجود حالياً. يحافظ فيها حزب الشعب على تقدمه، وتبقى الأصوات موزعة بين أربع قوى سياسية أساسية متخالفة في الأراء. حالة من الاستعصاء تشهدها إسبانيا لأول مرة في تاريخها الحديث.
مشاركة :