قال الكاتب الصحفي، محمد جودة، إن الحرب الإسرائيلية ما زالت مستمرة على قطاع غزة ودخلت شهرها الثاني عشر دون بوادر لوقف إطلاق النار، وتسعى إسرائيل لإعادة احتلال القطاع بعد هجوم أكتوبر 2023. و أضاف الصحفي الفلسطيني في حوار خاص لـ "الفجر"، أنهم يعيشون وسط تدمير ممنهج للبنية التحتية، هذا وفشلت الوساطة الأمريكية في التوصل لاتفاق، وعرقل نتنياهو اي صفقة قبل الانتخابات الأمريكية، ويواجه سكان غزة كارثة إنسانية نتيجة الحصار وإغلاق معبر رفح، والأطفال هم الضحايا الأكبر للحرب. وإلى نص الحوار.. -كيف تصف الوضع الحالي في قطاع غزة بعد مرور 12 شهرًا على الحرب الإسرائيلية؟ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دخلت شهرها الثاني عشر دون أي مؤشرات على تراجع حدة القصف أو الغارات الدامية، أو حتى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. يبدو أن إسرائيل، بقيادتها المتطرفة، لا ترغب في وقف الحرب أو الانسحاب من القطاع، وهي تمضي قدمًا نحو إعادة احتلاله بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، بعدما انسحبت منه في عام 2005. -كيف أثرت الحرب على البنية التحتية في غزة؟ إسرائيل دمرت كل شيء في قطاع غزة. لم يعد هناك بنية تحتية أو فوقية بسبب سياسة التدمير الممنهج. لا يوجد مكان آمن في غزة، وكل ما كان يمكن أن يدعم الحياة اليومية للسكان قد تم القضاء عليه. الصحفي الفلسطيني محمد جودة -ما هو دور الإدارة الأمريكية في هذه الأزمة؟ الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة الرئيس جو بايدن، فشلت في الضغط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب أو التوصل إلى صفقة مع حماس. على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الدبلوماسية الأمريكية، لم تتمكن من تحقيق تقدم في هذا الاتجاه بسبب تعنت ومراوغة نتنياهو. -هل تعتقد أن هناك أملًا في إبرام صفقة بين حماس وإسرائيل قبل الانتخابات الأمريكية؟ في الوقت الحالي، أرى أن إبرام صفقة بين حماس وإسرائيل قبل الانتخابات الأمريكية أمر شبه مستحيل. نتنياهو يراهن على وصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة ليستكمل مخططه التصفوي للقضية الفلسطينية، من خلال الاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والسعي إلى تهجير الفلسطينيين. -كيف أثرت الحرب على سكان قطاع غزة، وخاصة في شمال القطاع؟ سكان شمال قطاع غزة يواجهون كارثة إنسانية حقيقية بسبب استمرار الحرب لشهرها الثاني عشر. هناك نقص شديد في المساعدات الإغاثية والإنسانية بسبب إغلاق معبر رفح، الذي يُعد شريان الحياة الوحيد للقطاع. إضافة إلى ذلك، هناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الصحية، وانتشار الأوبئة والأمراض، مما يزيد من معاناة السكان. -ما هو الوضع فيما يتعلق بالمساعدات التي تدخل قطاع غزة؟ إسرائيل تقيد بشدة وصول المساعدات الإنسانية، مما تسبب في نقص حاد في إمدادات الغذاء والدواء والوقود، ما أدى إلى مجاعة أودت بحياة الأطفال والمسنين. أما المساعدات التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم، فهي غير كافية لتلبية احتياجات مليوني إنسان في القطاع، ويتم توزيعها عبر وكالة "الأونروا"، بينما يتم بيع البضائع التجارية بأسعار مرتفعة جدًا، مما يزيد من معاناة المواطنين. -ما هو تأثير الحرب على الأطفال في غزة؟ الأطفال هم الضحايا الأكبر لهذه الحرب المجنونة. نحو 40% من ضحايا الحرب هم من الأطفال. الحرب تسببت لهم في ضغوط نفسية كبيرة، ولا يمكن علاجهم إلا بوقف إطلاق النار. التأثيرات النفسية على الأطفال وسكان غزة عمومًا ستكون طويلة الأمد، حتى بعد انتهاء الحرب. -كيف يمكن تحقيق الاستقرار النفسي لسكان غزة في ظل الوضع الحالي؟ في ظل فقدان المأوى والمأكل والحياة الكريمة، أصبحت الصحة النفسية نوعًا من الرفاهية. تحقيق الاستقرار النفسي يتطلب وجود حالة من الطمأنينة وحياة هادئة، وهو أمر بعيد المنال في الوقت الحالي. -ما هو دور مصر في دعم قطاع غزة؟ أدعو القيادة المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى مواصلة الضغط على إسرائيل لفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إلى سكان القطاع، والسماح بسفر المصابين والحالات الإنسانية. كما أشكر مصر وقيادتها على الجهود الدؤوبة والمتواصلة لنصرة غزة ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، والحفاظ على مصالحه الوطنية.
مشاركة :