يترقب الأميركيون المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، والتي استعدت ومستشاروها لمجموعة متنوعة من الهجمات، حول قضايا الاقتصاد والهجرة، والأزمات في السياسة الخارجية، ومنها الحرب في غزة. في المقابل، جعل ترمب ومستشاروه قضية تدفق المهاجرين على الولايات المتحدة محوراً مركزياً لهجماتهم ضد الديمقراطيين. بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس، فإن السباق الرئاسي هذا العام هو عبارة عن منافسة حقيقية للأفكار بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب، بينما تبدو الاختلافات الواضحة بينهما بشأن الضرائب والإجهاض والهجرة والتحالفات العالمية وتغير المناخ والديمقراطية. وتناول تقرير أسوشيتد برس نقاط الخلاف والتناقض بين هاريس وترمب حول العديد من القضايا: الإجهاض انتقدت هاريس حظر الإجهاض في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون، ووعدت كرئيسة بمنع أي حظر محتمل على مستوى البلاد إذا أقره الكونغرس الذي يديره الجمهوريون في المستقبل. بينما قال ترمب، إنه لن يوقع على قانون حظر الإجهاض الوطني إذا وصل إلى مكتبه، وقال مؤخرًا إنه لن يحاول منع الوصول إلى أدوية الإٌجهاض. المناخ والطاقة تعد هاريس من أوائل الرعاة للصفقة الخضراء الجديدة، وهي سلسلة شاملة من المقترحات تهدف إلى نقل الولايات المتحدة بسرعة إلى الطاقة الخضراء الكاملة التي يدعمها الجناح الأكثر تقدمية في الحزب الديمقراطي. ويقول ترمب، الذي وصف في الماضي تغير المناخ بأنه «خدعة»، ويكن ازدراءً خاصًا لطاقة الرياح، إن هدفه هو أن تمتلك الولايات المتحدة أرخص طاقة وكهرباء في العالم، وأنه سيزيد من حفر النفط على الأراضي العامة، ويقدم إعفاءات ضريبية لمنتجي النفط والغاز والفحم، ويسرع الموافقة على خطوط أنابيب الغاز الطبيعي، ويفتح العشرات من محطات. سيادة القانون هاريس شجبت ترمب باعتباره تهديدًا للديمقراطية في البلاد، وقارنت ذلك بإدانة ترمب بارتكاب 34 تهمة جنائية في قضية أموال سرية في نيويورك وإدانته بممارسات تجارية احتيالية وإساءة جنسية في محكمة مدنية. كما تحدثت عن إنكار ترامب لخسارته الانتخابات الرئاسية لعام 2020 وتحفيزه على الهجوم على الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021. أما ترمب، وعد مرارًا وتكرارًا بالعفو عن المتهمين في 6 يناير/كانون الثاني المسجونين بتهمة الاعتداء على ضباط الشرطة وجرائم أخرى أثناء الهجوم على الكابيتول، وهدد مؤخرا بسجن المحامين ومسؤولي الانتخابات والمانحين وغيرهم «المتورطين في سلوك عديم الضمير» المحيط بتصويت نوفمبر/تشرين الثاني، كما وعد بنشر الحرس الوطني في مدن مثل شيكاغو التي تكافح الجرائم العنيفة واستجابة للاحتجاجات، وتعهد أيضًا بتعيين مدعٍ عام خاص لملاحقة بايدن. وبهذا تتحول سيادة القانون، ومدى تدخل الرئاسة في الإجراءات القانونية إلى قضية مرتقبة في المناظرة. مشروع 2025 خاضت هاريس حملة شرسة ضد «مشروع 2025»، وهي خطة وضعها المحافظون البارزون للتحرك بأسرع ما يمكن لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية بشكل كبير، وتسهيل فصل الموظفين الفيدراليين، ووعدت هاريس أن تتخذ بالفعل خطوات لجعل من الصعب حدوث أي عمليات طرد جماعية لموظفي الخدمة المدنية. وكان ترمب أصدر  أمرا تنفيذيا صدر عام 2020 يعيد تصنيف عشرات الآلاف من العمال الفيدراليين لتسهيل فصلهم. في المقابل، يسعى ترمب إلى إبعاد نفسه عن «مشروع 2025» على الرغم من علاقاته الوثيقة بالعديد من مهندسيه الرئيسيين. الهجرة أيدت هاريس إصلاحًا شاملاً للهجرة، سعياً إلى إيجاد مسارات للحصول على الجنسية للمهاجرين في الولايات المتحدة بدون وضع قانوني، مع مسار أسرع للمهاجرين الشباب الذين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني والذين وصلوا كأطفال. ووعد ترمب بتنفيذ أكبر عملية ترحيل محلية في تاريخ الولايات المتحدة – وهي العملية التي قد تشمل معسكرات الاعتقال والحرس الوطني – كما سيعيد السياسات التي وضعها خلال ولايته الأولى، مثل برنامج البقاء في المكسيك والعنوان 42، الذي فرض قيودًا على المهاجرين لأسباب تتعلق بالصحة العامة. كما سيعمل على إحياء وتوسيع حظر السفر الذي استهدف في الأصل المواطنين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة. دعم إسرائيل تقول هاريس إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، وقد وصفت حماس مراراً وتكراراً بأنها منظمة إرهابية. ولكن نائبة الرئيس ربما كانت لتساعد أيضاً في تهدئة بعض ردود الفعل العنيفة من جانب التقدميين من خلال التعبير بشكل أكثر صراحة عن الحاجة إلى حماية المدنيين بشكل أفضل أثناء القتال في غزة. وأعرب ترمب عن دعمه لجهود إسرائيل «لتدمير» حماس، لكنه انتقد أيضًا بعض تكتيكات إسرائيل. ويقول ترمب إن البلاد يجب أن تنهي المهمة بسرعة وتعود إلى السلام. كما دعا إلى ردود أفعال أكثر عدوانية للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي وأشاد بجهود الشرطة لإخلاء المخيمات. كما يقترح ترمب إلغاء تأشيرات الطلاب لأولئك الذين يتبنون وجهات نظر معادية للسامية أو معادية لأميركا وترحيل أولئك الذين يدعمون حماس. مجتمع المثليين خلال مسيراتها، تتهم هاريس ترمب وحزبه بالسعي إلى التراجع عن قائمة طويلة من الحريات بما في ذلك القدرة على «حب من تحب علانية وبفخر»، وتدين بانتظام التمييز والهجمات ضد مجتمع المثليين جنسياً. بينما تعهد ترمب بإبعاد النساء المتحولات جنسياً عن الرياضات النسائية، وقال إنه سيطلب من الكونغرس تمرير مشروع قانون ينص على أن «جنسين فقط»، كما تم تحديدهما عند الولادة، معترف بهما من قبل الولايات المتحدة. ووعد «بهزيمة السم السام لأيديولوجية النوع الاجتماعي». الناتو وأوكرانيا تلتزم هاريس بما أكدته الإدارة الأميركية، أن استمرار المساعدة لأوكرانيا أمر بالغ الأهمية لأن الزعيم الروسي فلاديمير بوتن لن يتوقف عند غزو أوكرانيا. وقالت هاريس في وقت سابق إنه سيكون من الحماقة المخاطرة بالتحالفات العالمية التي أنشأتها الولايات المتحدة ونددت بـ «وحشية» الرئيس الروسي بوتين. في المقابل، يعترض ترمب مرارا وتكرارا على المساعدات الأميركية لأوكرانيا ويقول إنه سيستمر في «إعادة تقييم جوهري» لمهمة وهدف حلف شمال الأطلسي إذا عاد إلى منصبه. التجارة تسعى هاريس إلى تعزيز التجارة مع الحلفاء في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية، مع استخدام التعريفات الجمركية وأدوات أخرى لملاحقة المنافسين مثل الصين. ويريد ترمب توسعًا كبيرًا في التعريفات الجمركية على جميع السلع الأجنبية المستوردة تقريبًا، قائلاً «سنفرض تعريفات جمركية تتراوح من 10٪ إلى 20٪ على الدول الأجنبية التي كانت تسرقنا لسنوات». واقترح فرض تعريفات جمركية تصل إلى100% على السلع الصينية. الضرائب تعهدت هاريس بتخفيضات ضريبية لأكثر من 100 مليون أسرة عاملة وطبقة متوسطة. بالإضافة إلى الحفاظ على بعض التخفيضات المنتهية الصلاحية، وتريد جعل الائتمان الضريبي دائمًا بما يصل إلى 3600 دولار لكل طفل وتقديم ائتمان ضريبي خاص بقيمة 6000 دولار للآباء الجدد. ووعد ترمب بتمديد وتوسيع جميع التخفيضات الضريبية لعام 2017 التي وقع عليها لتصبح قانونًا، مع سداد الديون أيضًا. واقترح خفض معدل ضريبة الشركات الإجمالي إلى 15٪ من 21٪ للشركات التي تصنع منتجاتها في الولايات المتحدة. وسيلغي أي زيادات ضريبية وقعها بايدن لتصبح قانونًا. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد