أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جنيف، أمس، أن الحرب الأهلية في سوريا أصبحت في نواح عدة خارجة عن السيطرة متعهداً ببذل الجهود لإنقاذ الهدنة المترنحة في الساعات المقبلة، وبحث كيري في اتصال هاتفي مع نظيره سيرغي لافروف الأزمة السورية، ودعا الاثنان أطراف الصراع لاحترام اتفاق الهدنة، فيما سيلتقي لافرف دي مستورا في موسكو اليوم (الثلاثاء). وشكر دي ميستورا على دعم العملية السياسية في خضم نزاع أصبح في نواح عدة خارج نطاق السيطرة، ويقلق الجميع في العالم، كما آمل. وأكد كيري أن وقف الأعمال القتالية الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية أمريكية في فبراير/شباط لا يزال متماسكاً في أجزاء من البلاد، لكنه أشار إلى الوضع في حلب. وقال إن نظام الرئيس بشار الأسد استهدف عمداً ثلاث عيادات ومستشفى، مما أسفر عن مقتل أطباء ومرضى وتهديد للهدنة. وأضاف أن الهجوم على هذا المستشفى يفوق حدود المعقول.. ويجب أن يتوقف. وتابع كيري أن الطرفين، المعارضة والنظام يسهمان في هذه الفوضى، وسنعمل في الساعات المقبلة بشكل مكثف في محاولة لإعادة فرض وقف الأعمال القتالية. وقال لذا، فإن روسيا والولايات المتحدة وافقتا على وجود عدد أكبر من الموظفين في جنيف للعمل 24 ساعة يومياً سبعة أيام في الأسبوع لمراقبة الهدنة بشكل أفضل. وأكد كيري سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، وليس فقط لإعادة العمل بوقف الأعمال القتالية، لكن لإيحاد مسار كي لا يكون الوقف ليوم واحد أو لاثنين مشيراً إلى آلية للمتابعة. وقال دي ميستورا، دون تفاصيل نحن بصدد إعداد آلية أفضل، لكننا بحاجة للإرادة السياسية. وأضاف الموفد الأممي، أن معجزة الهدنة أصبحت هشة للغاية داعياً إلى الحد من العنف للسماح بجولة جديدة من المحادثات في جنيف. ومن جهة أخرى، ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن الاتصال الهاتفي تم بناء على مبادرة من الولايات المتحدة وأن لافروف وكيري اتفقا على خطوات سيقوم بها البلدان في المستقبل كعضوين في مجموعة دعم سوريا. وقال البيان إن الجانبين بحثا أيضاً الأزمة الأوكرانية والصراع في إقليم ناغورنو قرة باغ بين أذربيجان وأرمينيا. ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، إن محادثات ستجري بين دي ميستورا ولافروف يليها مؤتمر صحفي. وتجري المحادثات وسط اتهامات وجهتها لروسيا الولايات المتحدة إلى جانب داعمين آخرين للمعارضة السورية، بأنها تنتهك الاتفاقات الدولية لإعادة السلام إلى هذا البلد الذي تمزقه الحرب. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن مسؤول عسكري روسي قوله، أمس، إن المحادثات مستمرة بشأن ضم محافظة حلب السورية إلى نظام التهدئة. وذكرت الوكالة نقلاً عن الجنرال سيرغي كورالينكو، قوله أيضاً، إن روسيا والولايات المتحدة والقيادة السورية والمعارضة المعتدلة اتفقوا على تمديد نظام التهدئة في ضاحية الغوطة الشرقية بدمشق ليومين آخرين حتى نهاية الثالث من مايو/ أيار. (وكالات)
مشاركة :