صنادل خشبية لأطفال غزة.. إبداع في ظل الحصار

  • 9/11/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فقدت الطفلة الفلسطينية هبة دواس «12 عاما» حذاءها في الفوضى التي صاحبت فرارها مع أهلها من العدوان العسكري الإسرائيلي في غزة. لذلك، صنع لها والدها النجار صندلا بنعال من الخشب «يشبه القبقاب» حتى تتمكن من السير بأمان وسط أطنان الأنقاض والرمال الساخنة وأسياخ المعادن الملتوية في القطاع الفلسطيني المحاصر. الفلسطيني صابر دواس أثناء صنعه لأحد الصنادل الخشبية في غزة- رويترز وقالت هبة التي تعيش في مخيم مع عائلتها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وهي تمشي على الرمال الساخنة بحذائها الجديد، «كان عندنا صنادل بس كانت مقطعة كتير، ولما نزحنا صرنا نجري، واحنا بنجري الصندل تقطع كتير، رميته وصرت أجري مع الناس إللي صاروا  يجروا. ولحد لما نزلنا أرجلنا صارت ساخنة جدا، ومع الحرارة والأرض صارت ساخنة اضطرينا نشتري صنادل من الخشب». وجاءت الفكرة إلى النجار صابر دواس «39 عاما» بعد أن وجد أن أسعار الصنادل باهظة الثمن. والآن لم تعد ابنته مضطرة للسير حافية القدمين وسط أنقاض غزة. وقال إنه كان عليه أن يصنع مقاسا لكل ابنة. النجار صابر دواس يصنع صنادل خشبية بخان يونس جنوبي قطاع غزة – رويترز طلب على الصنادل بعد فترة وجيزة، لاحظ جيرانه قيامه بصنع صنادل خشبية فبدأوا يطلبون منه أن يصنع بعضا منها لأطفالهم. واستخدم صابر أدوات النجارة الأساسية لصنع هذه القطع مقابل سعر رمزي، على حد قوله. ولهذه الصنادل نعال خشبية وأحزمة مصنوعة من شريط مطاطي أو قماش. لكن التحدي يتمثل في العثور على مزيد من الخشب لأن الفلسطينيين يحتاجونه في طبخ الطعام وإشعال النار. وقال دواس وهو يكشط قاعدة صندل لتنعيمها بينما تراقبه إحدى بناته الصغيرات بجانبه «كل اشي إحنا في غزة هنا بصعوبة لما نلاقيه». وربما يخفف صنع صنادل خشبية من ضغوط الحرب لكن الحياة لا تزال محفوفة بالتحديات في غزة، حيث أدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة. الفلسطيني صابر دواس أثناء صناعة أحد الصنادل الخشبية- رويترز   ويقول مسؤولون صحيون في غزة إن نحو مليوني شخص نزحوا، وفي كثير من الأحيان مرارا وتكرارا. تعاني غزة من أزمة إنسانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ يكافح الفلسطينيون من أجل العثور على الغذاء والماء والوقود في أثناء تنقلهم ذهابا وإيابا في القطاع بحثا عن مكان آمن يؤويهم. وفشلت الولايات المتحدة وقطر ومصر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد محاولات عديدة. وتم إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر، مما أدى إلى توقف تدفق المساعدات والسلع الأساسية ومنها الأحذية. وقال مؤمن القرا، وهو إسكافي فلسطيني يعمل في إصلاح الأحذية القديمة في سوق صغير بخان يونس «بالنسبة للأحذية إذا ظل الوضع هكذا لمدة أسبوعين أو شهر على الأكثر، الناس سيسيرون حفاة ، لأن الخيوط شحت وبعد شوية حتنقطع». وأضاف «المعبر مغلق، وأغلبية الناس في الوقت هذا إللي إحنا فيه بتمشي فردة شكل وفردة شكل، وإذا ظل الوضع هكذا لمدة أسبوعين أو شهر ولم يتم فتح المعبر الناس حتمشي حافية ونحن سنصبح بلا عمل أيضا لأنه الوضع صعب جدا».   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد

مشاركة :