ليبيا/ معتز ونيس/ الأناضول أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد، الأربعاء، إنجاز "جزء كبير" من وعود إعادة إعمار مدينة درنة التي دمرتها فيضانات العام الماضي. وفي 10 سبتمبر/ أيلول 2023، ضرب إعصار "دانيال" مدنا شرق البلاد، بينها بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، وكانت درنة الأكثر تضررا. وانهار في درنة سدان كانا يحبسان المياه في "وادي درنة" الضخم، فانطلقت منه المياه بقوة جارفة كل ما في طريقها؛ ما تسبب في مصرع 4 آلاف و540 شخصا، هم 3 آلاف و964 مواطنا و576 أجنبيا، وفق إحصائيات رسمية. وبالتزامن مع الذكرى الأولى للكارثة، قال حماد، في بيان عبر منصة إكس: "بجهود واضحة ومباشرة من أبنائكم في القوات المسلحة (قوات الشرق)، استطعنا جميعا أن نتجاوز مرحلة الإنقاذ وانتشال الضحايا وجبر الأضرار". وتابع: "وانطلقت عملية صرف التعويضات التي تمّكن المتضررين من تجاوز المحنة (...) وإزالة الركام وفتح المسارات، كخطوة استباقية للتعامل مع الأزمة والتجهيز للمرحلة التالية". وأضاف أنهم باشروا لاحقا "الإعداد لمرحلة إعادة الإعمار والبناء في درنة بشكل خاص وباقي المدن والمناطق التي أضرت بها السيول والفيضانات". حماد استطرد: "بعد إعداد الدراسات والخطط اللازمة، أعلنا انطلاق أعمال ومشاريع إعادة الإعمار والتنمية، وبدأ الصندوق (الخاص بإعادة الإعمار) مهامه، حيث بدأنا في التعاقد مع الشركات المحلية والدولية لتنفيذ عدد ضخم من المشاريع الكبرى في مختلف المجالات بدرنة وباقي المدن". ومع مرور نحو 10 أشهر منذ بدء إعادة الإعمار، قال إنه "لم يكن المستهدف إعادة إعمار ما دمرته الفيضانات فقط". وأردف: "وإنما شملت الخطط استكمال المشاريع المتوقفة منذ سنوات، سواء في مجال الوحدات السكنية أو على مستوى المرافق الصحية أو التعليمية وغيرها، وصيانة وإنشاء ومد شبكات مياه الشرب والكهرباء". وأفاد بأنه تم "إنشاء عدد كبير من الوحدات السكنية الجديدة وصيانة المباني العامة والخاصة التي أضرت بها السيول والفيضانات، وشق الطرق الجديدة وصيانة المتهالك من الطرق والشوارع القديمة وتوسعتها". كما جرى "إنجاز مشروعات أخرى رغم قصر المدة، وأخرى وصلت نسب إنجازها إلى مستويات عالية"، حسب حماد. ومضى قائلا: "نستطيع القول إننا أنجزنا جزءا كبيرا من عهودنا ووعودنا، ولازالت جهودنا مستمرة". والثلاثاء، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، في تقرير، السلطات الليبية بـ"التقاعس" عن تقديم التعويض والدعم الكافيين لإعادة الإعمار. وقدر تقرير مشترك للبنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في يناير/ كانون الثاني الماضي، كلفة إعادة إعمار ما دمرته الفيضانات بنحو 1.7 مليار دولار، ما يمثل نحو 3.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الليبي. والأربعاء، تشهد ليبيا يوم حداد وطني على أرواح ضحايا إعصار "دانيال"، حسب بيان لحكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليا. وتوجد في ليبيا حاليا حكومتان، إحداهما معترف بها أمميا ودوليا، وهي حكومة الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل. أما الثانية فهي حكومة حماد، وكلفها مجلس النواب، ومقرها بمدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدن في الجنوب. وهذا الوضع عمَّق أزمة سياسية يأمل الليبيون حلها عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية تحول دون إجرائها خلافات بشأن قوانينها والجهة التنفيذية التي ستشرف عليها. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :