يلفت نظرك ذاك الشغف الكبير الذي يتحدث به الممثل ياسر النيادي عن دوره في المسلسل المحلي مكان في القلب، الذي يعرض في رمضان لصالح شبكة قنوات دبي، ليأخذك إلى تفاصيل الدور وحكاية صاحبه معه، فتكتشف أنك أمام قصة حب جمعت الممثل مع فترة زمنية لم يعشها، ولم يكن طرفاً فيها، إلا أن بريقها جذبه، فأصر أن يكون جزءاً منها بفنه وإحساسه. وفي العمل الذي أبدعته رؤية المنتج سلطان النيادي، وتولى باسم شعبو مهمة إخراجه، يلعب ياسر النيادي دور جوهر الشخصية الشقية التي تجمع بين جنون المراهقة وبين الخبث والدهاء والتحايل، ليفتعل المشكلات ويصطاد في الماء العكر، ليضفي بشقاوته تلك، لمسة كوميدية لطيفة. تفاصيل البيان تواصلت مع ياسر النيادي، ليؤكد أنه اكتفى هذا العام بدوره في مكان في القلب، لافتاً إلى أنه يتطلب منه تفرغاً كبيراً، وقال: شعرت بحاجة ماسة لأن أعطي هذا الدور حيزاً كبيراً من قلبي وعقي، فأنا من المتيمين بفترة الثمانينات رغم أني لم أعشها، كما أن أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات تعد مفصلاً تاريخياً مهماً، إذ تغيرت في هذه الفترة أمور كثيرة وطرأت متغيرات على المجتمع ومفرداته وأشيائه وأسلوب حياة الناس آنذاك، وكانت تراودني رغبة في التعرف أكثر إلى تفاصيل هذه الفترة.. ومن خلال المسلسل، وضعتُ كل جهودي في عملية البحث عن ملامح تناسب دوري، لأقدمه بأفضل صورة، واشتغلتُ على مظهري ليناسب فترة الثمانينات، من حيث شكل الشارب وتسريحة الشعر وشكل النظارة، وواجهت صعوبة في الحصول على الكنادير المناسبة، ما اضطرني إلى ارتياد محال كثيرة مختصة بتفصيل وخياطة الكنادير، للحصول على الشكل المناسب، وساعدتني قناة دبي زمان كثيراً في الحصول على معلومات كثيرة، من خلال عرضها لأعمال تتناول تلك الحقبة الزمنية. حذر ولفت النيادي إلى أنه كان حذراً في التعامل مع شخصية جوهر بكل تفاصيلها، وقال: وضعت مُشاهِد الثمانينات أمام عيني، وعرفت أنه لن يرحمني لو قدمت دوري بطريقة خاطئة، ولذا أخلصت في عملية البحث إلى أقصى مدى لأتجنب السقطات التي قد تضعني في مأزق. وأشار النيادي إلى أن دوره في مكان في القلب حقق له إشباعاً فيما يتعلق بالأداء.. وذلك لما يفرضه هذا الدور من تسلسل طبيعي يتطور حتى يصل إلى مرحلة تتجمع فيها كل الخيوط، مؤكداً أنه على قدر استمتاعه بقراءة النص، كان خوفه كبيراً من مدى قدرته على توصيل الشخصية بأفضل صورة، لترافقه تساؤلات كثيرة حول وضع الشخصية في قالب معين، أم الاشتغال على لبنة الممثل التي يمتلكها ليبدأ بتشكيلها أينما يأخذه إحساسه. خصوصية وذكر النيادي أن مكان في القلب سيحجز مكانه في قلب الجمهور، لافتاً إلى عدم إيمانه بفكرة التنافس، وقال: في كل موسم رمضاني، تقدم شاشاتنا أفضل الأعمال وأقواها، وأرى أن لكل عمل خطوطه التي لا تتشابك مع الأخرى، ما يجعل كل منها حالة متفردة تجذب المشاهد، وأراهن على أن مسلسلنا سيصل لقلوب المشاهدين بما يحمله في طياته من مضمون جميل، ورومانسية وروح مرحة.
مشاركة :