تزخر قائمة الأفلام والمسلسلات العربية بالكثير من العلاقة الفنية والترويج السياحي لدول أوروبا عبر الأحداث التي نشاهدها، سواء في دور السينما أو عبر الشاشة الصغيرة، وقد أبدع الفنان عادل إمام في إيطاليا، والمرحوم الفنان أحمد زكي في ألمانيا، والفنان الكوميدي محمد هنيدي في هولندا والصين، أيضاً أحمد السقا ومنى زكي في أوكرانيا، والفنان المشاغب هاني رمزي في اليونان، كذلك مجموعة أخرى من الفنانين. في المقابل، توجد أفلام أجنبية صورت أحداثها في بعض الدول العربية، مثل: مصر والجزائر والمغرب وتونس وسورية وفلسطين والأردن ولبنان ودبي، وقريباً مؤجل في السعودية والبحرين، إلا أن المشروع ينتظر التاريخ الجديد للبدء بعد التأخير من جراء الجائحة، كما أعلنت ذلك شركة إنتاج أميركية متخصصة في مؤتمرها قبل عدة أشهر على هامش الاستعدادات لمهرجان «كان» السنوي الذي أقيم أخيراً. الأفلام التي عُرضت غلبت عليها صبغة الأكشن والكوميديا، وحتى مسلسلات الدراما، مما تطلب الأمر التصوير خارج الاستديوهات، وإبراز مناطق مشهورة مختلفة لكل بلد، ابتداءً من المطار، وإبراز شركة الطيران، ثم الميادين العامة، أو الأسواق المشهورة، إضافة إلى بعض القصور والكنائس ومحطات القطار، مع محاولات لإشراك الممثلين بالتحدث ببعض كلمات كل بلد في عملية ترويجية غير مباشرة، واختلفت مدة عرض المشاهد من بلد لآخر، إلا أن المشاهد يستمتع بمشاهدة المناظر الجديدة في ذلك الوقت، لقلة توافرها، مقارنة بالوقت الحاضر. اشترك كذلك في عملية الترويج لدول القارة العجوز بعض ممثلي السفارات في الدول العربية الذين يمثلون الملحقيات الثقافية في سفاراتهم، من خلال تقديم التسهيلات والمعلومات الكافية التي جعلت من المنتجين الفنيين لا يترددون في تقبل الدعوات المعروضة عليهم في عملية الترويج السياحي بطرق غير مباشرة، مما ساهم في رفع عدد طالبي التأشيرات للسفر بنسب تزيد عاماً بعد عام. المتابعون لعمليات الترويج السياحي، والمهتمون بازدهار صناعة السياحة، والمستثمرون في قطاع السفر والفندقة يدركون تماماً أهمية الدراما والأفلام قبل عقدين من الزمن، ولا يمكن الاستغناء عن دورها حالياً، حتى مع زيادة عدد وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي يمكن أن تستخدم في عمليات الترويج السياحي السريعة، إلا أن دور الممثلين من المشاهير إقليمياً وعالمياً يفوق بقدراتهم تغيُّر البوصلة، من خلال مشاهد فنية على عكس ما تقوم به الآن بعض الفاشينستات، حتى لو بثت مباشرة على مدار الساعة. شركات الطيران العالمية منذ عقود توجهت للتعاقد مع المشاهير من الممثلين العالميين والرياضيين، وغيرهم من أصحاب التأثير، بعقود مالية خيالية، لقناعتهم بأن ما وصلوا إليه بفنهم ومهارتهم من الممكن أن ينعكس عليها تجارياً إذا ما تم كسبه في أحد الإعلانات التجارية، وهو من فنون الإعلان التي تدرسها كليات تخصصية وينفذها القليل، إيماناً بالعائد الكبير الذي ربما يكون سريعاً، أو في القريب العاجل. * إعلامي بحريني
مشاركة :