تميَّزت المناظرة التلفزيونيَّة الأولى بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، باستخدام عبارات الشتم والنقد اللاذع.فيما أخذت ملفات الهجرة والاقتصاد حيِّزًا كبيرًا من وقت المناظرة التي دامت 90 دقيقة على قناة «إي بي سي» الأمريكيَّة.وحاول كل مرشَّح أنْ يبيِّن بأنَّ برنامجه هو الأحسن، وهو الذي يمكن أنْ يقود الأمريكيين إلى الرخاء.هاريس اعتمدت على الهدوء في حديثها، بينما لم يكتفِ ترامب بشتم الرئيس جو بايدن ونائبته، واصفًا إيَّاهما بـ»أسوأ رئيس ونائبة رئيس عرفتهما البلاد».وشيئًا فشيئًا تحوَّلت المناظرة التلفزيونيّة الأولى بعيد المصافحة، إلى مبارزة كلاميَّة، تبادل فيها المرشَّحان الاتِّهامات في العديد من الملفَّات، وعلى رأسها الملف الاقتصادي، والهجرة، ومشكلة التضخُّم، إضافة إلى الحرب بين إسرائيل وحماس، وبين روسيا وأوكرانيا.ورغم عدم امتلاكها تجربةً كبيرةً في المناظرات التلفزيونيَّة، إلَّا أنَّ هاريس بدت مرتاحة، وحاولت أنْ تجيب عن أسئلة الصحافيين بهدوء، وعبر تقديم أمثلة حيَّة؛ رغبة منها في إقناع الأمريكيين بأنَّها المرشَّحة الأجدر لحل مشكلاتهم، ولجعل الولايات المتحدة أكثر رخاءً وقوَّةً، خلال العهدة الرئاسيَّة المقبلة.بينما استغلَّ ترامب -وكعادته- لحظات عديدة من المناظرة لانتقاد هاريس، والرئيس جو بايدن ووصفهما بأنَّهما «أسوأ رئيس ونائبة رئيسة عرفتهما البلاد».ورغم العديد من الشتائم التي أطلقها ترامب ضد هاريس خلال المناظرة، التي دامت ساعة ونصف في جو مشحون، وفي قاعة استديو صغير، طغَى عليه اللون الأزرق، لم تبالِ كثيرًا بإستراتيجيَّة الشتم هذه، بل حاولت أنْ تركِّز أكثر على برنامجها وعلى المشروعات التي تنوي إطلاقها في حال فازت بالانتخابات الرئاسيَّة في 5 نوفمبرالمقبل.وبدأت المناظرة بالحديث عن ملف الاقتصاد، حيث أكَّدت هاريس مرَّة أُخْرى بأنَّها ستساعد الطبقات الأمريكيَّة الوسطى، وستقوم بخفض نسبة الضرائب، قائلةً:» أنا ابنة الطبقة الوسطى، وأملك خطَّة لتخفيض الضرائب، وتحسين معيشة الأمريكيين».ورد ترامب: «جو بايدن، وكامالا هاريس دمَّرا اقتصاد بلادنا. هي (يقصد هاريس) لا تمتلك سياسة اقتصاديَّة.هي ماركسيَّة، ووالدها كان ماركسيًّا ومختصًّا في الاقتصاد. هم مَن دمَّروا بلادنا من خلال سياسات جنونيَّة»، مضيفًا: إنَّ «هاريس لا تملك خطة للنهوض بالاقتصاد الأمريكي، بل نسخت خطة جو بايدن».ثم أشار ترامب إلى أنَّه «خلق واحدًا من أعظم اقتصادات العالم»، عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة، واستطاع أنْ «يجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا»، معلنًا أنَّه «سيفرض حقوقًا جبائيَّة جديدة على المنتجات التي تدخل السوق الأمريكيَّة، لاسيَّما من الصين والمكسيك». وأخذ ملف حقوق المرأة والإجهاض حيِّزًا كبيرًا خلال المناظرة.وقال ترامب عن الديمقراطيِّين: «إنَّهم يدعمُون الإجهاض؛ حتى في الشهر التاسع من الحمل. هم متطرِّفُون ومتشدِّدُون وهذا يُعتبر إعدامًا».فيما ردَّت هاريس عليه قائلة: «كلها أكاذيب»، مشيرةً أنَّه عندما كان رئيسًا للبلاد هو الذي عيَّن ثلاثة حكَّام في المحكمة العُليا من أجل إلغاء قانون الإجهاض.مضيفةً: «هناكَ 20 ولاية أمريكيَّة تجرِّم الطبيب أو الممرِّضة التي تقدِّم الرعاية الصحيَّة، أو تساعد أي امرأة تريد الإجهاض».وتابعت: «ترامب لا يستثني حتَّى النساء اللواتي تعرَّضن للاغتصاب». ثمَّ خاطبت مباشرةً النساء الأمريكيَّات عبر قناة «إي بي سي»: «أتعهَّدُ إنْ أصبحتُ رئيسةً للولايات المتحدة، سأوقِّع على قانون الإجهاض بفخر. لكنْ إذا فاز ترامب سيتم مراقبة حملكم. الشَّعبُ يؤمنُ بحرية المرأة، وأنْ تفعل ما تشاء بجسدها».واشتدَّت المناظرة أكثر، عندما طرح إلى النقاش ملف الهجرة. ترامب دون انتظار اتَّهم الرئيس بايدن ونائبته هاريس بتشجيع المهاجرين بالقدوم إلى الولايات المتحدة.وقال: «هم الذين سمحوا للإرهابيين وتجار المخدرات بالدخول إلى بلدنا. الجرائم في دول العالم انخفضت؛ لأنَّ هذه الدول أرسلت جميع مجرميها لبلادنا، ولكامالا هاريس.هم يدمِّرون بلادنا، ولم يسبق أنْ حدث مثل هذا. لقد سمحوا بدخول 20 مليون مهاجر خلال عهدة جو بايدن».
مشاركة :