يحظى "العود" في الهوية والثقافة السعودية بمكانة خاصة، حتى بات أحد مظاهر الرقي، وجزءًا لا يتجزأ من عبق الثقافة الشعبية بالمملكة، إذ لا يمكن الاستغناء عنه في المجالس، والمحافل، والمناسبات، والأفراح، باختلاف أنواعها، من أعراس، وغيرها. وكانت مها بنت بجاد العتيبي الفنانة التشكيلية التي أخذت "العود" لمنطقة إبداعية خاصة، بأن استعملت دهنه في الرسم، وبه رسمت لوحة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخرى لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وكذلك للملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين. لذا تُعد "مها" أول فنانة تشكيلية سعودية رسمت بدهن العود، وكذلك ترسم بالزيوت العطرية، إلى جانب رسم البورترية، والرسم السريالي، والتجريدي، باستخدام أنواع مختلفة من الألوان الزيتي، والفحم، والإكليريك، ولها العديد من المشاركات داخل المملكة، ودول الخليج، فضلاً عن أنها مدربة معتمدة دولياً في تركيب العطور، وصناعة الصابون، وهي حاصلة على عدة شهادات، ودورات أكاديمية في الرسم، والخط، وتركيب العطور، كما أنها عضو في جمعية الفنون السعودية (جسفت). تقول "مها": في رسمي بصفة عامة أعبر عن هويتي السعودية، وقيمتي العربية التي أفخر بها، من خلال عرض لوحاتي للعالم بأسره، فأنا أنتمي إلى وطن يحتضن المواهب، ويدعم الموهوبين؛ لتمثيل الوطن بصورة مميزة، تليق باسم بلادي الغالية". كانت بداية ابتكار "مها" للرسم بدهن العود في أوائل عام 2015م، ودشنت إبداعها المميز في الاحتفال باليوم الوطني لهذا العام، حيث عرضت أولى لوحاتها، في هذه المناسبة، وكانت عبارة عن بورترية للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، -رحمه الله-، ولذلك تعبر دائماً عن حبها لفن "الغرافيت" (الرسم على الجدران)، فهو الذي قادها إلى الإبداع، حيث كانت تميل دائمًا إلى المدرسة الواقعية، ورسم البورترية. كان لأسرة "مها" دور كبير في تشجيعها على خوض غمار الرسم، حيث عانت في بدايتها من صعوبة تقبل المجتمع المحافظ لظهورها إعلامياً، وانتشار موهبتها المميزة في الفن التشكيلي، ولكن حرصها الشديد على قيمها الإسلامية، وعادات وتقاليد مجتمعها، كان له الأثر الكبير في تشجيع أهلها، ومجتمعها لها، ومساندتهم لانتشار موهبتها، وتقبل إبداعها، وتشجيع تجربتها الفريدة. وبهذا مضت في طريقها حتى صار لها علامة تجارية خاصة بها. تؤمن "مها" بأهمية الفن في لم شمل الدول العربية، والإسلامية، لذا كانت دبي من أولى المدن التي شهدت انطلاقتها، وذلك عبر المشاركة بمعارض للفنون التشكيلية هناك، كما كان لها مشاركة مميزة في اليوم الوطني لدولة الكويت، مما ولد لديها الطموح بإقامة معارض شخصية في بعض البلدان العربية، من بينها مصر، وموريتانيا، وتونس، والجزائر. كما ترى أن الرسم بدهن العود له أبعاد فنية وتكريمية، خاصة أن الشخصيات التي تختارها للوحاتها يستحقون أن تُرسم، وتُحدد ملامحهم، بأجود أنواع العطورات، والزيوت الشرقية. من أعمال مها العتيبي مها العتيبي رسم بدهن العود الزيوت العطرية ولي العهد بريشة مها العتيبي من أعمال مها العتيبي رسم بدهن العود الزيوت العطرية
مشاركة :